المؤقتون ..ينتظرون !

كثيراً ما نسمع بين فترة وأخرى إعلان جهة عامة عن حاجتها لتعيين عدد من الموظفين لديها لترميم النقص الحاصل في كوادرها وذلك بعد خضوعهم للمسابقة الخاصة بها والتي لم يعد خافياً على أحد ما يتم فيها من المحسوبيات والواسطات والتدخل من أكثر من طرف لتعيين شخص هنا أو هناك. وهؤلاء يتم في أغلب الأحيان تعيينهم بصفة دائمة أي يصبحون مثبتين. ومعلوم كم سيحتاجون من الوقت لتدريبهم وإكسابهم الخبرات اللازمة للعمل .
ما يثير التساؤل والاستغراب هنا :كيف لتلك الجهات أن تعلن عن ترميم كوادرها بعناصر جديدة وأصلاً لديها الكثير من المتعاقدين بعقود سنوية اكتسبوا خلال فترة تعاقدهم معها الخبرة اللازمة المطلوبة بما يكفيها للنهوض بواقع تلك المؤسسة والذين هم أولى بالتثبيت من غيرهم .
منذ ثلاث سنوات تم الحديث عن وعود حكومية بتثبيت العمال المؤقتين لدى الجهات العامة وكان الحديث حينها أن هذا التثبيت سيتم على مراحل, الأولى كانت خاصة بذوي الشهداء وبرنامج تشغيل الشباب وعلى أساس أن تشمل المرحلة الثانية تثبيت بقية المتعاقدين السنويين، وفعلاً تم تثبيت المرحلة الأولى إلا أن بقية المتعاقدين تم تناسي الموضوع أو أنهم لم يعودوا في دائرة اهتمام الجهات المعنية, إلا في بعض المناسبات الخطابية الخاصة بالعمال من أنهم عماد المؤسسات ومحور اهتمام تلك الجهات, علماً أن الكثيرين منهم مضى على تعاقدهم مع الجهة التي يعملون لديها حوالي عشر سنوات إلا أنه مازالوا عاملين بصفة مؤقتة .وما زالت الجهات المعنية الخاصة بهذا القرار تتناقله فيما بينها لدراسته .
وهنا يطرح السؤال نفسه : هل تحتاج دراسة قرار كهذا كل هذه السنوات؟ وإلى متى سيبقى هؤلاء العمال ينتظرون تثبيتهم لضمان استمرارية عملهم واستقرارهم النفسي والاجتماعي ولاسيما أنه لا بوادر تلوح في الأفق حول نية للحكومة بإنصافهم,علماً أنهم مسجلون في التأمينات ويتقاضون رواتبهم كالمثبتين,أي إن قرار تثبيتهم لن يكلف الجهات المعنية أي أعباء مالية إضافية.
فهل سيضطرون الانتظار لسنوات عديدة أخرى حتى يصلوا إلى سن التقاعد وعندها تكون قد وقعت الفأس بالرأس, أم أننا سنلحظ شيئاً من ترجمة الوعود السابقة حيالهم على أرض الواقع وعندها سيكونون محور اهتمام الجهات المعنية بالفعل وليس فقط في الخطابات !.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار