سيُسهم في تغيير المستقبل بشكل جذري.. علماء يبتكرون جهازاً لتكوين «الضوء السائل»

تشرين:

نجح فريق من العلماء الروس والأوروبيين في إنجاز علمي هائل تمثل في ابتكار جهاز فريد يسمح بتكوين «الضوء السائل»، وهو مادة ثورية تتكون من جزيئات متشابكة من الضوء والمادة، ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام إمكانيات هائلة لتطوير تقنيات المستقبل، بما في ذلك أجهزة كمبيوتر أسرع وأكثر كفاءة، وأجهزة ذكاء اصطناعي متطورة، وشبكات إنترنت أكثر قدرة.

جاء ذلك في تقرير نشرته الخدمة الصحفية لجامعة التكنولوجيات المعلوماتية والميكانيكا والبصريات التي قالت: إن هذه الأجهزة ستكون بمنزلة الأساس لأنظمة الحوسبة الجديدة.

وأضافت: يمكن أن يصبح هذا الابتكار جزءاً من الأجهزة المعقدة، ما يقلل من استهلاكها للطاقة ويزيد من سرعة عملها، وعلى سبيل المثال يمكن أيضا استخدامها في أجهزة الكمبيوتر الضوئية أو أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على مبدأ الشبكات العصبية، وتسمح بالاستفادة القصوى من قدرات الذكاء الاصطناعي، كما يمكن استخدامها كواجهة للبنية التحتية لشبكة الإنترنت.

وتم تحقيق هذا الاكتشاف من مجموعة من علماء الفيزياء الروس والأوروبيين بقيادة فاسيلي كرافتسوف كبير الباحثين في جامعة «التكنولوجيات المعلوماتية» أثناء تطوير أساليب للتحكم في خصائص «الضوء السائل»، بصفته مجموعة مما يسمى «بولاريتون الإكسيتون»، أي أشباه الجسيمات، وهي عبارة عن مزيج من الإلكترون و”الثقب”، وشحنة موجبة، إضافة إلى إلكترون وجسيم ضوئي.

ويُتيح الجهاز الجديد للعلماء التحكم بدقة في خصائص «الضوء السائل» وسلوكه باستخدام ومضات الليزر ونبضات كهربائية، وتُشير التوقعات إلى أن هذه الخاصية ستُسهم في تطوير أنظمة حوسبة جديدة تعتمد على «الضوء السائل» كوسيلة لحمل المعلومات ومعالجتها، ما سيُؤدي إلى ثورة في مجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي.

وقال العلماء: يُعدّ هذا الاكتشاف إنجازاً علمياً هائلاً يُمهد الطريق لتطوير تقنيات جديدة تُغير مفهومنا للحوسبة والاتصالات، وبفضل خصائص «الضوء السائل» الفريدة من المتوقع أن تُصبح أجهزة الكمبيوتر أسرع وأكثر كفاءة، وأن تُصبح كذلك أجهزة الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وقدرة على التعلم، كما تُصبح شبكات الإنترنت أكثر سرعة واتساعاً.

ويواصل العلماء أبحاثهم لفهم خصائص «الضوء السائل» بشكل أفضل واكتشاف تطبيقات جديدة له، وتُشير التوقعات إلى أن هذا الاكتشاف سيُؤدي إلى ثورة حقيقية في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، وأنّه سيُسهم في تغيير حياتنا بشكل جذري في المستقبل القريب.

واعتقد الفيزيائيون في الماضي أن مثل هذه الهياكل لا يمكن أن تنشأ إلا في ظروف درجات حرارة قريبة من الصفر، لكن العلماء الروس والأجانب تمكنوا منذ عدة سنوات من الإثبات أنها يمكن أن تنشأ أيضاً في درجة حرارة الغرفة.

وقد مهّد الاكتشاف طريقاً لتطوير الأجهزة الإلكترونية التي يستخدم فيها «الضوء السائل» كحامل للمعلومات، ومن أجل تشغيل تلك الأجهزة بشكل صحيح هناك حاجة إلى أنظمة للتحكم في خصائص وحركة «الضوء السائل».

ويقول علماء الفيزياء: إن النظام الذي أنشأه العلماء لا يسمح بالتحكم في عملية تكوين بولاريتون الإكسيتون فحسب، بل لتحديد كيفية تفاعل جزيئات «الضوء السائل» مع بعضها بعضاً.. ويتيح ذلك استخدامه لإنشاء مفاتيح وأجهزة تعديل بصرية، ويمكنك من خلالها نقل المعلومات ومعالجتها، إضافة إلى مفاتيح تسمح لك بإعادة توزيع الطاقة وتوجيهها إلى العناصر الضرورية للنظام.