هل وصل مرشحو مجلس الشعب بصورهم وشعاراتهم الرنانة إلى المواطن؟
في معرض ردهم على تساؤل لـ«تشرين» حول البرامج الانتخابية لمرشحي مجلس الشعب، تنوعت الآراء فهناك من وجد فيها نوعاً من الإعلان والاستعراض، والبعض قال: بأنها لا تلامس هموم المواطنين، في حين رأى آخرون أنها مكررة ومستهلكة, ونسخة عن البيانات الانتخابية لأعضاء مجلس الشعب السابقين، الكاتب والمحلل السياسي الدكتور- حسام شعيب ورداً على السؤال ذاته, ومن خلال خبرته قال: من الطبيعي أن يكون هناك تنافس بين كل المرشحين في مختلف المحافظات السورية سواءً كانوا تكتلات سياسة أم مرشحين أفراد بشكل مستقل، وبما أن الكتلة السياسية الأكبر هي لحزب البعث العربي الاشتراكي, فقد رأينا أن القيادة في الحزب أصدرت بياناً يعبّر عن توجهاتها وأهدافها في المرحلة القادمة لمجلس الشعب، ولكن يبقى السؤال في التنافس بين المرشحين المستقلين وبياناتهم الانتخابية؟, وهنا نشير إلى أنه حتى اللحظة من الواضح تماماً أن الوعي السياسي غائب عن ذهن أغلبية المرشحين، ولا أقول كلهم لماذا؟ لأننا نتحدث عن مجلس شعب، وتالياً: فإن المرشح هو مرشح للمجلس هذه المؤسسة التشريعية التي من واجباتها مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها، وحجب الثقة عنها كاملة أوعن بعض وزرائها، كما أن عليها سن القوانين والتشريعات، ولذلك لا بد أن يكون برنامجه الانتخابي من ضمن عمل المجلس، وليس مجرد مغالاة في الأصوات، أوعبارات مكتوبة تحت الصور, أو مرفوعةً على لافتات، فمثلاً نرى أن البعض يعد بمسألة إعادة الإعمار، طبعاً الإعمار شيء مهم في المرحلة القادمة، ولكن لا يعني أن مجلس الشعب هو من سيقوم بإعادة الإعمار، مجلس الشعب هو من سيسنّ تشريعات وقوانين تساهم في إعادة الإعمار.
إذن هناك خطأ في استخدام العبارات، وأحياناً في طرح الفكرة كتلك التي يقول فيها أحد المرشحين أنه يريد العودة إلى المستقبل، لا أعلم هل نحن سنعود إلى المستقبل أم أننا سنمضي باتجاه مستقبل زاهر؟.
ورداً على سؤاله حول عدم تقديم البعض لبرامج انتخابية أشار د- شعيب إلى أن ذلك يعود أولاً: إلى خشيتهم من تأجيج الشارع والمسؤول ضدهم، وثانياً: لكي لا تكون بياناتهم ملزمةً لهم في المرحلة القادمة، وهؤلاء تحديداً في الغالبية هم المرشحون التجار، ولكن هذه حالة غير صحية فكيف لي كناخب ومواطن أن أقدم صوتي إلى هذا المرشح أو ذاك، ولا يوجد بيان انتخابي يدل أو يعبّر عن ماهية تفكيره وقدرته في المرحلة القادمة على تحمل المسؤولية، ما نراه اليوم مجرد صور وحملات دعائية، ونحن نريد حملات إعلامية قسم منها يساهم في التوعية الوطنية والحق الدستوري، وممارسة هذا الحق للمواطن العربي السوري، والقسم الآخر هو للتعريف بالمرشح، والتزامه بما سيصدره من بيان يشرح فيه لماذا اختار لنفسه أن يكون مرشحاً؟ وما هي الدوافع؟, وماذا سينفذ من خلال تخصصه إن كان اقتصادياً أو حقوقياً أو تاجراً أو حتى عاملاً؟.
وأضاف د.شعيب: البيان الانتخابي حق للمرشح، ولا يحق بالمناسبة لأي مرشح أن يتذرع بأي ذريعة للتهرب من إصداره، لأن قانون الانتخابات العامة والدستور ضمن له هذا الحق، كما لا يجوز الاكتفاء بصور براقة تحمل كلمة أو كلمتين، اليوم وفي ظل الظروف الراهنة على كل مرشح أن يتحمل المسؤولية مسبقاً قبل الوصول إلى المجلس، من خلال التزامه بالقانون والتزامه مع المواطن السوري، ومع الشارع السوري الذي يجب أن يتعرّف عليه وإليه، من خلال ما يقدمه من أفكار وطنية، وأفكار لها علاقة بمسألة النهضة الاقتصادية والصناعية، وبما يقدمه من أفكار بمسألة انتصارات الدولة والحفاظ على سيادتها، للأسف حتى اللحظة لم نر أو نشهد أي بيان جدي وحقيقي، وهذا دليل على أن أغلبية المرشحين لا يكترثون بمسألة الوعي الوطني والحالة الفكرية، بل يكترثون ويسمعون فقط لما يطمحون إليه من خلال الوصول إلى مجلس الشعب السوري.