اتفق الشباب في حارة «كل من إيدو إلو» على شراء بنطلون جينز مع كنزة سبور و«شاروخ» عليه العين، وبدأت على الفور حملة لجمع رأس المال اللازم لشراء هذه البضاعة التي ستكون السبب في رفع شأن أهالي الحارة أمام الأحياء الأخرى، وتقديمهم خلال العيد على أنهم أبناء ذوات يواكبون موديلات «الموديرن»، كما أملوا أن تقدمهم هذه الخطوة كأنموذج للأحياء الناجحة في التعاون والتنسيق وإقامة المشروعات الاقتصادية المهمة، خاصة بعد أن ذاع صيتهم كحارة تعمل بقاعدة «اللهم أسألك نفسي»، وبعد أن عصف بهم التعتير وقلة الحيلة والتدبير.. لهذا كله، كان لمشروع شراء البنطلون والكنزة مع «الشاروخ»، دلالاته الكبيرة في إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن أصبحت سمعة الحارة بالأراضي!.
بعد سلسلة اجتماعات ومباحثات مع «العضوات» و«قبضايات» الحارة إياها، تمكن الأهالي من جمع المبلغ المطلوب وهو اثنا عشر ألف ليرة للبنطلون وثمانية آلاف للكنزة، وخمسة آلاف للشاروخ، وبالفعل، ذهب وفد من الشباب «الزكرتاوية» إلى السوق ثم عادوا بالبنطلون والكنزة والشاروخ حيث استقبلتهم عراضة كبيرة عند مدخل الحي بالأهازيج الشعبية و«الزلاغيط» وقرع الطبول والزمامير، فشعر الجميع أن مرحلة زاهرة قد بدأت في الحارة من دون شك!. احتفالات كبيرة استمرت حتى وقت السحور شهدتها حارة «كل من إيدو إلو» بينما توسط الحفلة على طاولة مزينة ومزركشة، البنطلون مع الكنزة والشاروخ..
في نهاية السهرة، اختلف المحتفلون على صاحب الأفضلية في «استضافة» الثياب الجديدة في منزله، هل هو المختار أم القبضاي أم صاحب الفرن أم” الدكنجي”.. كما تشاجروا حول تنظيم الدور في ارتداء هذه الملابس في يوم الوقفة وخلال أيام العيد والعطل الأسبوعية التي ستأتي بعد ذلك!..
تطور الخلاف بين أهالي الحي، و«تنتفت» الثياب وتمزقت وضاعت فردة الشاروخ فوق أحد الأسطح من شدة ما تنازعتها الأيدي.. ومن يومها تبدل اسم الحارة من «كل من إيدو إلو» إلى «كل من بنطلونو إلو».. عرفتوا كيف؟.