أثرياء القوم ..!

تشتد آثار أزمة “كورونا” اقتصادياً وبدرجات حادة تنذر بوقوع خسائر لا تعد ولا تحصى ،وبفقدان الكثيرين قوتهم اليومي جراء حرمانهم من مشاغلهم وطرائق استرزاقهم ،وهذا الواقع ليس في بلدنا وحده ،وإنما في كل بلدان العالم قاطبة ،ولا أحد يعرف متى سينتهي هذا الكابوس ،وتعود الاقتصاديات للتعافي ،ومن ثم تطرأ لحلحة على معيشة المواطن …!
مهما صمد الاقتصاد وعوامل النشاط والحراك الإنتاجي ،فالتأثر سيطول كارثياً ،ومهما كان تدخل الحكومات جيداً اليوم ،فهل سيكون بتلك السوية إن طال مسلسل كورونا ..؟!
من أجل تجاوز هذه الكارثة قدمت الحكومة المزيد من المساعدات المباشرة ،ناهيك عن تدخلاتها الإيجابية وتأمين كل المستلزمات والسلع والمواد للمواطن ، فلم تتوانَ ،بل وذهبت لخيار تخصيص الفئات المتضررة بمساعدات فورية ،و اعتمادات مالية لدعم المشاريع التنموية الصغيرة ،لكي تنهض تلك الفئات وتستطيع تأمين جزء من احتياجاتها الضرورية .
في أوضاع كهذه يبدو أنها صعبة ،وتنذر بأوجاع قاسية ستطول الغالبية ،لماذا لايبادر القطاع الخاص وغيره من قطاعات كالجمعيات الأهلية وأصحاب رؤوس الأموال، الذين هم من أثرياء القوم، بمؤازرة حقيقية للحكومة ،من باب أنه لا يجب تركها وحدها تواجه أزمة بهذه الضراوة و خاصة أنها طالت قطاعات واسعة ،فمثل هؤلاء قادرون على أن يلعبوا دوراً في إطار مد يد المساعدة لتخفيف أوجاع من باتوا اليوم على شفا حفرة الفقر المدقع، فالعمل الخيري دليل على إرث مجتمعي يشع روحانية و إنسانية ،لكن للأسف لم نلحظ تلك التغيرات الكبرى في التحرك جنباً إلى جنب مع خطوات الحكومة ..!
تتطلب المرحلة ترفعاً وتسامحاً وتعاوناً من الجميع ،حتى يتم العبور بسفينة الأمان والوصول إلى شاطىء السلامة .
ماهي إلا دعوة للخير ..فشمروا عن سواعدكم يا أصحاب الأموال والأثرياء وكونوا قدوة في تسجيل مبادرات أو عطاءات حقيقية ..فهل نرى شيئاً من ذلك ؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار