ارفعوا الدعم ..!
لم أفشل بل وجدت 10 آلاف طريقة لا يمكن للمصباح أن يعمل بها ….مقولة للمخترع توماس أديسون قبل عقود من الزمن للإفادة من التجارب .
نستذكرها اليوم ونحن نخرج من حالة حرب استمرت لسنوات و لم يعد وضع البلد يحتمل المزيد من القرارات الاعتباطية واختبار تجارب آنّية أثبتت قصورها و انعكست سلباً على المواطن بدءاً من اعتماد (الذكية )في الحصول على المحروقات وليس انتهاء بالخبز الذي ينحصر بيعه تدريجياً عبر تلك البطاقة ,مع ما يرتبه ذلك من أعباء على المواطن و الدولة معاً ولاسيما مع الحاجة لتوفير أجهزة (باركود ) لجميع نقاط البيع المعتمدة .ومعلوم أن سعرها ليس بقليل ولكن ليس معلوماً من المستفيد الحقيقي وراء تلك الصفقة !
قرارات وتجارب أثبتت فشلها وخذلت المواطن في الحصول على مخصصاته كاملة من المواد المدعومة في ظل محدودية إمكاناته المادية عن شرائها من السوق السوداء ,التي نشطت في بيع تلك المواد أكثر من غيرها ,كل ذلك في وقت يتغنّى بعض المعنيين بمبالغ الدعم الكبيرة المخصصة لتلك المواد والتي (منَوا) على المواطن بها .
المرحلة اليوم تتطلب النظر إلى الأمور من زاوية أوسع لتحقيق أهداف وحلول ناجعة ومستدامة لا لحظية ومعروف مصيرها سلفاً .
وهنا نتساءل كغيرنا من المواطنين :لماذا لا يتم رفع الدعم عن تلك المواد ومنها الخبز وتوزيع مبالغ ذلك الدعم على الأسر , بمعنى دعم المواطن وليس السلعة وعندها سيقنّن بالاستهلاك ويكتفي بحاجاته الضرورية , وهذا بدوره سيقلّص حلقات الوساطة ويفكك أدوات الفساد التي ضيقت الخناق على المواطنين وحولت الدعم إلى استجداء ؟ ألم يحن الوقت للخروج من عنق الزجاجة التي وضعتنا بها تلك القرارات ؟!
الحلول موجودة لإيصال هذا الدعم ولو أراد المعنيون التفكير بها لما عدموا الوسيلة بدليل تطبيق البطاقة الذكية للحصول على بعض السلع حين أرادوا في وقت قياسي رغم صعوبة الظروف .فهل سنستفيد من تجاربنا السابقة في تلافي السلبيات , أم إننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة وفي مضمار (الذكية ) بما يزيد المواطن فقراً والتجار ثراء …؟!!