في الأزمات تكثر المشكلات ويكثر معها المنظّرون وأهل المشورة والحلول وطابور من(النقّاقين) الذين لا يعجبهم حل, ولا رأي يرتاحون إليه, ويكثرون من الأحاديث والأقاويل التي تثير القلق والهلع بين الناس , ويبنى عليها حالة من الضعف الاجتماعي يصيب الشرائح الضعيفة وتثير حفيظة أهل القرار, وإيجاد نوع من الشك والاضطراب في كثير من الأحيان حول قراراتها , نتيجة الضغط الاجتماعي وما يرافقه من موجات ازدحام على كافة مرافق الحياة , أهمها المعيشية اليومية..!
هذا في حال الأزمات من دون حروب , فكيف هو الحال في بلدنا الذي يخوض حرباً كونية تمتد لعقد من الزمن وأكثر, طالت البشر والحجر ودمرت معظم المكونات الأساسية للاقتصاد الوطني, المتمثلة بالقطاعات المنتجة الصناعية منها والزراعية وحتى الخدمية,وما رافق هذه السنوات من حصار اقتصادي جائر وعقوبات ظالمة استهدفت كل هذه المكونات, بقصد التأثير على بلدنا وإضعافه تجاه أعداء الماضي والحاضر والغد ..؟!
لكن ذلك لن يمر من دون مشكلات حياتية تواجه الحكومة في تأمين مستلزمات معيشة المواطن اليومية , ولو في الحدود الدنيا, حيث اتخذت جملة من القرارات استهدفت فيها العديد من المشكلات الاقتصادية والخدمية التي رافقت مجريات الأزمة , وخاصة ما يتعلق (بالمعيشة اليومية) وظهور صعوبات أكبر من الإمكانات, نتيجة الحرب الكونية , والحصار و العقوبات الاقتصادية , وظهور فجوة كبيرة ما بين الحاجة الفعلية وقدرة الدولة على تأمينها . فكانت إحدى الحلول(البطاقة الذكية) والتي شمل تطبيقها بعض الخدمات .
والحكم عليها صعب في ظل الظروف الحالية, ولا نستطيع القول: إنها أثبتت جدواها في جانب وفشلت في آخر, طالما هناك أرقام تحكي, مقابل ازدحام كبير وعائلات لم تصلها الخدمات, نذكر على سبيل المثال المحروقات (مادة المازوت، النفط).
تقول :إنها وفرت ملايين الليرات من المادة , علماً أن هناك آلاف الأسر لم تحصل على نصف الكمية, والحال ذاته ينطبق على مادة الغاز, وما أدراك بمشكلات المقنن وحكاية الذكية وطوابير المواطنين على منافذ (السورية للتجارة) ..!
واليوم رغيف الخبز على( الذكية) وهذا إجراء لا يخدم مصلحة المواطن لأنه قرار مشوه مهما كانت أسباب وموجبات التنفيذ , بل هو تكريس جديد لحالات الازدحام اليومية, فأي بطاقة تحكم (الخط الأحمر) لعقود من الزمن؟!
الحل عند أهل الأفران والمعتمدين وأهل الرقابة وليس بالبطاقة غير الذكية..!
Issa.samy68@gmail.com