يحتاج إلى مقومات

كثيرة هي القرارات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للتصدي لفيروس (كورونا) ومنع انتشاره وجميعها يصبُّ في الحدّ من الازدحام والتجمات حفاظاً على السلامة العامة ولكن مع الأسف فإنّ بعض تلك القرارات أعطى مفعولاً عكسياً وآثاراً سلبية ظهرت خلال تطبيقها.

فعلى سبيل المثال قرار إلغاء بيع الخبز المباشر في الأفران وحصر بيعه عن طريق المعتمدين وبعض المنافذ نقل التجمعات من أمام الأفران إلى محال المعتمدين وإلى المنافذ المخصصة وقد يكون الازدحام في بعض الأحيان ضعف الازدحامات السابقة ضماناً للحصول على المادة لأن الكميات الواردة إلى المعتمدين في أغلب المناطق، ومنها ريف دمشق على سبيل المثال، غير كافية ولا تغطي حاجة 20 بالمئة من عدد السكان المسجلين عند المعتمد، عدا عن مزاجية بعض المعتمدين في التعامل مع المواطنين وتوزيع الكميات على معارفهم وأقاربهم، ما يعني أن الكثير من المواطنين سيبقون خارج دائرة التوزيع والحصول على مستحقاتهم ولعدة أيام .

ولذلك بات من الضروري إعادة النظر في القرار وإيجاد حل بإعادة البيع المباشر من الأفران مع التركيز على ترك مسافات بين المواطنين وهذا يسهل عملية البيع مع ضمان استمرار الإنتاج لا أن تكون الكميات محددة ويضطر المواطنون للتدافع فيما بينهم.

أما المشكلة الأخرى التي باتت تؤرق المواطنين فهي تتمثل في زيادة ساعات تقنين الكهرباء مؤخراً في ظل النقص الحاصل في مادة الغاز -ولاسيما أن الكثير من المواطنين لم يحصل على أسطوانة واحدة منذ أشهر- إضافة إلى أن الطلاب وخاصة طلاب الشهادات العامة باتوا بحاجة ماسة لمتابعة ما يتم نشره من دروس تعوّض الفاقد الدراسي لهم بعد قرار تعطيل المدارس وإيقاف العملية التعليمية فيها وسيتعذر ذلك عليهم في ظل هذا الانقطاع  المتكرر.

وهنا لا بدّ من القول :إن البقاء في المنازل وتجنب انتشار  العدوى الذي يحرص عليه الجميع وهو ضرورة في وقتنا الحالي يحتاج إلى مقومات عدة للوصول إلى الهدف الأساسي منه, بما يساعد المواطنين على استمرار البقاء في منازلهم من دون الاضطرار إلى الخروج منها مراراً ولساعات طويلة بانتظار وصول الخبز إلى المعتمدين كونه من أهم المستلزمات المعيشية، ومن ناحية أخرى إذا استمرت فترة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة واستمر التقنين على ما هو عليه سيكون مصير   الطلاب مهدداً بالفشل الدراسي، فهل ستلحظ تلك الأمور في الأيام القادمة ويتم إيجاد حلول  منصفة؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار