مرّت مرور الكرام والتقدير والاحترام (لقطة) في فيلم عن موظفين في شركة يعلمون بقدوم زميل جديد لهم، وما كان منهم إلا أن قاموا بإحضار الهدايا الرمزية وتوزيعها على طاولة مكتبه مرحبين بالزميل الجديد حتى قبل أن يعرفوه أو تنشأ بينهم علاقة زمالة وعمل وشاي ونسكافيه..
في الفيلم، كانت الاحتفالية بـ (زميل) أي إنه ليس بمنصب مدير!!
حتى نصنفها تحت خانة «تمسيح الجوخ» والتملق أو الرشوة.. وتبعات الهدايا كعربون فساد!!
المهم أن هذه اللقطة، اللفتة من كاتب السيناريست جعلتني أطمح حتى في منامي لأصير مقدمة برامج «توك شو» فساعتان مدة عرض الفيلم لا تكفيان ما في جعبتي من تمنِّ..
واستلهاماً من فكرة الزميل الجديد، اخترت عنواناً لبرنامجي ليكون (المسؤول السابق) أستضيف في كل حلقة مديراً أو مسؤولاً سابقاً وأفتح له الأثير لتلقي المدح- إن وجد- والذم بالتأكيد وأكتشف معه بواطن موظفيه وما تركه بينهم من أثر (سلبيات وإيجابيات إدارته- دعوات قضائية أو دعوات ابتهالية لرب السما أن يحميه!).
وأستعرض مع ضيفي خبايا أيام المسؤولية وكيفية صعوده السلم الوظيفي.. شهاداته وخبراته والمناصب الإدارية التي سبق أن تسلمها و(نجح فيها) وجعلته يستحق الترقية لمنصب جديد؟! وأحرضه بأسئلة استفزازية -وأنا المذيع النجم- لأعرف ماورائيات إقالته وبواطن أسراره وعلاقاته بالجهات المعنية؟
وأنهي حلقتي دائماً مع المسؤول السابق بسؤال إلكتروني: (ما رأيكم بالمسؤول فلان..؟؟) سؤال أتلمس به استمرار انشغال المشاهدين وخطف اهتمام ونبضات قلب الضيف الجديد وأنا أعلن النسبة المئوية لنجاح أو فشل ضيفي السابق، سؤال أكون فيه وطاقم فريق البرنامج على الحياد عكس ما تدعيه صفحات المسؤولين السابقين على «فيسبوك» التي لا يكون فيها إلا عبارات المدح والثناء والوقوف على أطلال سعادته ومعاليه!. لأنه، ولإغلاق ملف التملق والفساد الوظيفي تحتاج العملية إلى التدريب ونشر ثقافة (الآراء الموضوعية) لتشكل –ربما- فيما بعد بنك معلومات تستفيد منها الجهات المعنية في التعيينات الوظيفية!!