إذا تعبت الأسرة تعبنا..!

مساحة واسعة تتسع لكل الآراء والتصريحات التي تنفرد بها بعض الجهات المسؤولة، عن واقع أسواقنا المحلية، وعن الحالة الاقتصادية لكثير من المؤسسات التي ترعى وتهتم بالشأن الاقتصادي، وهذه المساحة لا تقف عند حدود تصريحات تأخذ الصبغة الحكومية، أو تمثل صاحبة القرار، بقدر ما تشمل ولادة مساحات جديدة، وبشكل يومي، تترافق مع مستجدات المعيشة، والتي تكثر فيها المنغصات الإجرائية والتنفيذية، التي تُحاصر فيها (الأسرة) وتأمين حاجاتها بصورة سلسلة، وهذه نتيجة لمسلمات الحرب الكونية والاقتصادية على بلدنا، والوصول إلى حالة حصارها ومحاربتها بلقمة عيشها، وبصورة تدريجية، وذلك من خلال تدوير الأزمات خلال أعوام الحرب المسعورة، والتي استهدفت كل مكونات المجتمع، وأهمها على الإطلاق (الأسرة)، هذا المكون مازال صامداً رغم صعوبات تأمين المستلزمات الأساسية، سواء من قبل الحكومة، أو من أفراد الأسرة ذاتها، وذلك بسبب الحصار الجائر والعقوبات الظالمة، وهذا الأمر تعيه الأسرة بكل وضوح.
لكن ما يهدد هذا المكون في وجوده، ويثير القلق والخوف عليه من تحولات وردات فعل هو (قطيع التجّار الفاسدين وأذنابهم في بعض الجهات العامة) الذين يحاولون سرقة مخصصات الأسرة المدعومة في كل مكان، وخاصة من مراكز السورية للتجارة، وصالات تسويقها، ووقوفهم في وجه الإجراء الحكومي الداعم، وتفريغه من محتواه الاقتصادي والاجتماعي، وبيعها في محالهم، مستغلّين فارق السعر المدعوم، وخاصة للمواد الغذائية كالسكر والرز واللحوم، وصولاً إلى الغاز والمازوت والتي تُباع بأضعاف سعرها المدعوم، من دون أن ننسى سرقة رغيف الخبز، واستخدامه علفاً للدواجن والحيوانات من قبل ضعاف النفوس من المربين والتجار، غير مدركين لخطورة المسألة وصعوبة تأمين الدقيق في ظل حصار اقتصادي ظالم يمنعون عنا به الهواء لو استطاعوا إليه سبيلاً..!
كل الأسر من دون استثناء تدرك خطورة الحرب، وتعرفها جيداً، لكن ما يثير القلق ترك الفاسدين من تجار سوق ومرتزقة حرب ينالون من هذا المكون الأساسي لحالة الصمود الوطنية للدولة، وإعطاء الفرصة لمجموعة فاسدين من تجار منهم من نما على كتف الأزمة، ومنهم موجود في الأصل، إلى جانب مرتزقة في بعض المفاصل الحكومية تعاونهم على نهب حاجات الأسرة.
لذلك لابد من الاهتمام بهذا المكون، من خلال إعادة تدعيم مكون الدخل للأسرة والذي يشكل فيه الموظفون النسبة الأكبر من طبيعته، وذلك من خلال زيادات الأجور، وتطبيق العدالة الضريبية عليها وهذه أولى الخطوات، فإن تعبت الأسرة تعبنا جميعاً..!
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار