«فشَانِصْ»

كان يا ما كان في حاضر الزمان، رجل فقير يعمل مياومةً كعتَّالٍ أو أجير، ولأن الحالة تعبانة، والنَّاس ضجرانة، والأسعار نار، والعقل- لولا بعض الصبر- طار، فإنه لجأ إلى صديق لعلَّه يواسيه, ويفكُّ عن صدره كل ذاك الضيق.

سأله النصيحة، وطلب أن يُداري عنه الفضيحة, قال: مشتاقٌ أنا للّحمة، ولا أستطيع أن أدَّخر حتى الآن ثمن فحمة، فما العمل يا صديقي؟ وهل كل النَّاس ضيقُها مثل ضيقي؟.
أجابه ذاك الصديق بكل محبّة، ولم يترك من رياح الضَّيمِ ولا هبَّة: حالُ الناس جميعها من بعضِه، ولكنني منذ زمن وَجدْت لشوقِ اللحمة حَلّاً، وصار منقلي من حينها لا يكلّ ولا يملّ، والأجمل أن ذلك بعيدٌ عن «التفنيص»، وبإمكانك أن تقول عنه «رخيص»، فهو ليس من بدائل اللحوم، ككفتة فول الصويا مثلاً، بل طبيعيٌّ رحوم، وزكي الرائحة ولذيذٌ بين الطعوم، ولن تستطيع أن تضع له في أي مائدةٍ بدلاً.
قال الرجل الفقير: والله شوَّقتني أكثر من كثير، وزرعت في قلبي بستاناً من الأزاهير، فأرجوك أن تبقَّ تلك البحصة، لعلَّها تُعفيني مما في روحي من ألف غصّة وغصّة.
ردَّ عليه صديقه الصدوق: ألم تسمع بـ« الفشانِص»؟ إنها تزيد جسمك من كل فيتامين ناقص، وغنية بالبروتين وفيتامين « ب اثني عشر»، وتقول لبقية اللحوم البيضاء والحمراء «فَشَرْ».
استغرب الفقير وذم شفتيه وعقد حاجبيه ذهولاً، حتى بدا للناظرين بهلولاً، فأردف صديقه الجميل: القصة لا تحتاج في ذهنك إلى تعليل أو تأويل، «الفشانِص» هي خلطة من «الفشافيش» و«القوانص»، الأولى زاهيةٌ تزرع في رئتيك «مُروجْاً»، والثانية حمراءُ هاربةٌ من الخروف, ومخلوقةٌ في الفروج، وكلتاهما للفقير مُشتهي اللحمة دواء، وتُداري ما أصاب الجيبةَ من داء، فجرِّبها ولن تكون يا صديقي نادِماً، وأعرف أنك ستعود لتشكرني، وسأقول لك حينها: أنا لجميع «الأوادم» خادم، وترليون صحة وهَنَا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة