وكلاء «داعش»

جديد الولايات المتحدة الأمريكية (بكسِل) حضورها الإجرامي الواضح، حيث صورتها باتت أصغر مفردة فيها إرهابية في مصفوفة الصور النقطية التي ما عاد يهمها العمل على تمويهها أو اختلاق الخطابات الهوليوودية التي تحاول الانحراف ولو مؤقتاً عن جواب (السببية- العلّيّة)- العلاقة بين حدث يسمى السبب وحدث آخر يسمى الأثر، حيث يكون الحدث الثاني نتيجة الأول- في وجود الشر أينما حلّ ظلها.
ولا يعنيها اليوم تبادل الأدوار مع تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كانت فيما سبق وكيله الحصري، واستخدمته لإنجاز أهداف ومكاسب فشل التنظيم التكفيري في تحقيقها، فكان لابدّ من أن تصبح اليوم الوكيل والراعي الرسمي للإرهاب من دون أي رتوش أو تعديلات على سلوكيات وجودها غير المشروع في سورية، والذي بات واضحاً أنه لا يحتمل الغطاء ولا حتى المسوّغات.
لقد اختلطت بين أيديها أوراق اللعب، فـ«داعش» الذي كان ذريعة وجودها بات في غياهب النسيان، إلا من بقايا جيوب قاب قوسين وهجوم يسحقها ليصبح خبراً تتناقله وكالات الأنباء قريباً، والمجموعات المسيّسة لخدمتها ما عادت تفي بانتهازية أطماعها، لذلك كان لابدّ من استلام الراية السوداء، بعد هلاك «داعش» في سورية والعراق.
هدف الولايات المتحدة الأمريكية واضح (تنفيذ مشروع أمريكا بإقامة قواعد عسكرية دائمة في شرق الفرات)، حتى لو قصفت دير الزور وقتلت الأبرياء في عمل إجرامي، بينما تتباهى وتتغنى في مجالسها الدولية «بالعدالة والتسامح واحترام قضايا حقوق الإنسان»!.
ما حصل من قصف نفّذته قوات «التحالف» بقيادة أمريكية في دير الزور مجزرة وحشية، ويمثل جريمة حرب، حيث الضحايا تجاوزوا مئة مدني بين أطفال ونساء وشيوخ، يتحمل «التحالف» المعادي المسؤولية عنها، ولابدّ من الخروج فوراً من سماء سورية التي فشلوا بتحويلها إلى «رقعة ميدان محقّق النهاية» لمصلحة الوكيل الأمريكي الرسمي للإرهاب.
وحقول النفط والغاز معادلة من الصعب تحقيقها لمصلحة أمريكا في سورية التي هي جزء من منظومة إقليمية ودولية يجب على الولايات المتحدة وسماسرتها أن يحسبوا لها حساباً.
ومسوّغ من قبيل (الدفاع عن النفس) هو مسوّغ شيطاني ترفضه الدولة السورية، حيث وجود الولايات المتحدة غير شرعي، وذريعتها «بالقضاء على تنظيم داعش» ذهبت مع ريح طائراتها التي نقلت متزعمي التنظيم والكثير من إرهابييه خارج الجغرافية السورية، وباتت بالنيابة عنه، وبالأصالة عن نفسها، تقوم بأعمال إجرامية «مشرعنة» فقط في قانون العصابات والمافيات، ولن يكفيها قصف هنا وهناك، ولا مساندة صاروخية إسرائيلية، ولأن محاولاتها اختراق أجواء دولة ذات سيادة باءت بالفشل، لجأت إلى الاعتماد على اعتداءات إسرائيلية متكررة، ولم تعلم أنها ليست إلا عربدة إسرائيلية استحقّت ردّ قواتنا المسلحة الباسلة التي ستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها مهما بلغت التضحيات، حيث الفرق بين المعتدي وأصحاب الحق أننا في حالة تأهب واستعداد دائم للشهادة دفاعاً عن الأرض، بينما الإسرائيليون في حال سماعهم صفارات الإنذار يهرعون للاختباء في الملاجئ خوفاً من نيرانٍ موعودين بها وبئس المصير.
m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار