هوكشتاين وزيارة متجدّدة.. التصريحات لا تُحتّم التسويات والعدوان لا يُثني المقاومة

تشرين- هبا علي أحمد:‏
تتحرك القنوات الدبلوماسية والسياسية لبنانياً ودولياً، ويواصل الميدان اللبناني على جبهة ‏المقاومة حراكه، على وقع عودة الحديث عن تسوية جديدة ووقف إطلاق النار في لبنان بناء ‏على مقترح أميركي.‏
وبانتظار الموقف اللبناني المفاوض والذي يأخذ في مقدمة أولوياته حقوق لبنان وسيادته ‏والتضحيات التي قدمها ويقدمها والميدان الذي يفرض شروطه بقوة ويُبقي صوته عالياً يعلو ‏ولا يُعلى عليه.‏
في الأثناء، من المقرر أن يصل المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت بعد غدٍ ‏الثلاثاء قادماً من باريس وبعدها إلى «تل أبيب»، ما يعني أن تصعيد العدوان على لبنان سيبقى ‏إلى حينه.‏
مع العلم أن واشنطن أعلنت أن هوكشتاين لن يعود إلى المنطقة قبل أن يتمّ التأكيد على أن ‏اتفاقاً يلوح في الأفق، فماذا يعني هذا؟ هل يعني أن التسوية في طور النضوج؟

لا تسوية لا تحقق السيادة للبنان وتحمي مكتسبات مقاومته الصامدة

قبل أن تُبصر التسوية النور فإن الشيطان يبقى كامناً في التفاصيل، لاسيما أن كيان الاحتلال ‏يُريد من المفاوضات أن تكون تحت النار، فإن كانت هناك تسوية فكيف سيكون شكلها؟
بناء على المعطيات فإن لا تسوية لا تحقق شروط العدو، هذا من الجانبين الأميركي والإسرائيلي ‏معاً، في المقابل لا تسوية لا تحقق السيادة للبنان وتحمي مكتسبات مقاومته الصامدة.‏. أما إذا تحققت تسوية من نوع ما وبشروط أقل مما كان ينادي بها العدو الإسرائيلي، فهذا يعني ‏أن كيان الاحتلال يريد النزول عن الشجرة أيّاً تكن التنازلات.. ولا نُصدق أن يتنازل الاحتلال، بل يسعى إلى تحسين شروط تفاوضه، لكن المقاومة اللبنانية ‏بكل ما تقوم به جعلت من الصعب تحقيق شروط الكيان، كما جعلت الشروط في الميدان، ‏ ولأن شروط الميدان وما يفرضه متقدمة، وإذا شهدنا تسوية في لبنان فهذا يعني أن الكيان حُشر ‏في أضيق الزوايا وأصعبها، لا سيما مع مراكمة خسائره البشرية والاقتصادية.‏
‏.. هذا يعني أن من يحرك المفاوضات هو الميدان، وما تُنتجه المفاوضات هو ترجمة لما ‏تقدمه المقاومة اللبنانية/حزب الله على أرض المعركة، وليس ترجمة لأي ضغوط أميركية ‏وشروط إسرائيلية.‏
وعلى أي حال لننتظر ونرَ خلاصة زيارة هوكشتاين وما قبل الزيارة وما يرافقها من تصعيد ‏إسرائيلي بلا شك، وبعدها يُمكن اتضاح الصورة بشكل أكبر والبناء عليها. ‏
وإلى حين اتضاح كل المعطيات، قال مصدر مقرب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ‏لوكالات أنباء: إن هناك تقدماً ملموساً في مفاوضات وقف النار في لبنان، والخلاف الجوهري ‏يدور حول شكل لجنة مراقبة تنفيذ القرار1701.‏
وأكد المصدر أن حظوظ نجاح مسودة اتفاق وقف النار مرتفعة، ولبنان يعكف على قراءة ‏المسودة بالتشاور بين بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحزب الله، وستتبلور الرؤية خلال ‏اليومين المقبلين.‏
ولفت المصدر إلى أنه «ليست هناك خلافات جوهرية سوى على حجم وعدد أعضاء اللجنة ‏التي ستراقب تنفيذ بنود القرار الدولي 1701 الصادر عام 2006».‏
ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، كان لافتاً ما زعمته وسائل إعلام العدو بأن الجيش ‏الإسرائيلي «فوجئ» بنشر وسائل إعلام أميركية بأن نتنياهو قد يؤجل اتفاق وقف إطلاق النار ‏مع لبنان. ‏
كما تحدّثت عن أن نتنياهو يعقد مساء اليوم مشاورات أمنية مع تقدم الاتصالات بشأن التسوية ‏في لبنان.‏
‏..هذا يعني أن جهود التسوية مُتعثرة، وكثرة التصريحات حولها لا تعني حتميتها، وأن أميركا ‏غير قادرة على ممارسة الضغط على الكيان أو أنها لا تريد، ومع ذلك يبقى الترقب سيّد ‏الموقف. ‏
بالتزامن جدّد العدوان الإسرائيلي اعتداءاته على الضاحية الجنوبية لبيروت، عبر عدة غارات ‏استهدفت مبانٍي سكنية، وفجّر عدداً من المنازل في منطقة وطى الخيام جنوب لبنان.‏

المقاومة اللبنانية تستهدف مجموعةً من القواعد العسكرية للاحتلال بالصواريخ النوعية

لكن كل الاعتداءات والتحركات لا تُثني عزيمة المقاومة اللبنانية التي تمتلك الميدان على ‏امتداداته الجغرافية، أي من الجنوب اللبناني إلى شمال فلسطين المحتلة، الذي بات رهين ‏صواريخها ومسيّراتها. ‏
ومع فشل جيش الاحتلال في التوغل برياً في الجنوب، تواصل المقاومة اللبنانية استهدافاتها ‏الصاروخية، حيث استهدفت مجموعةً من القواعد العسكرية في مدينة حيفا المحتلة ومنطقة ‏الكرمل بالصواريخ النوعية..‏ ومن بين هذه القواعد قاعدة «نيشر» التي استهدفها الحزب للمرة الأولى بعدما بثّ مشاهد ‏استطلاع جوي لها في ما رجع به «الهدهد» من منطقة «حيفا – الكرمل» في تشرين الأول ‏الماضي.‏
وقاعدة «نيشر»هي محطة غاز تابعة لجيش الاحتلال، تقع في جنوب شرق حيفا، على بعد ‌‏40 كم من الحدود اللبنانية – الفلسطينية.‏

‏«حاولنا إخضاع حماس لمدّة عام ولم ننجح وحزب الله أقوى بعشر مرات»‏

كما ذكرت وسائل إعلام العدو أنّ أعمدة الدخان تصاعدت في «يفني» قرب «أسدود» بعد ‏انفجار طائرة من دون طيار جنوب «تل أبيب»، إضافة إلى 15 انفجاراً سمعت أصواتها في ‏منطقة الكريوت شمال شرق حيفا، بعد أن تم الإبلاغ عن دوي صفارات الإنذار في عكا ‏والكريوت.‏
إضافة إلى ذلك تم الإبلاغ عن دوي انفجارات في سماء خليج حيفا بالتزامن مع محاولات ‏اعتراض صواريخ، كما أفيد عن سقوط صاروخ في«كفار مسريك» جنوب عكا.‏
ونشرت المقاومة ملخصاً عن خسائر العدو منذ انطلاق معركة «أولي البأس» وتضمنت 61 ‏آلية عسكرية و53 مركزاً قيادياً و30 مربضاً مدفعياً و17 مصنعاً وشركات عسكرية.‏
وفي السياق، أقرّت وسائل إعلام العدو بأن «إسرائيل» لا يمكنها إخضاع حزب الله، وفشلت ‏في إعادة المستوطنين إلى الشمال، كما أن الجيش عجز عن حسم المعركة لمصلحته. ‏
وتابعت: “لنكن واقعيّين، حاولنا إخضاع «حماس» لمدّة عام ولم ننجح.. وحزب الله أقوى بعشر ‏مرات”.‏
وأكدت «يديعوت أحرونوت» “أنّ حزب الله لديه ما يكفي من الصواريخ لإرسال ملايين ‏المستوطنين الإسرائيليين إلى الملاجئ كلّ يوم، ما يشكّل إنجازاً يُنهك الإرادة الإسرائيلية، ‏وسيؤدي إلى تخفيف مطالبها في المفاوضات.”‏
وإلى غزة، تحدّثت وسائل إعلام العدو عن حدث أمني صعب وطائرات إجلاء عسكرية تهبط ‏في مستشفى بلنسون قادمة من قطاع غزة، مشيرة إلى وقوع قوة إسرائيلية كانت تنصب كميناً ‏للمقاومين الأسبوع الماضي في جباليا في كمين آخر للمقاومة، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر ‏القوة وإصابة عدد آخر بجروح.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار