المستهلك “آكل الموس على الحدين”.. خبير زراعي يحذر من الاندفاع نحو الزراعات الاستوائية
تشرين – حسام قره باش:
بعد أن ارتفعت أسعاره إلى 30 ألف ليرة للكيلوغرام وانخفضت لحدود 22-27 ألف ليرة حسب نوعه وحجمه، باتت تجارب زراعة الموز عندنا في المزارع الخاصة تشكل تحدياً مهماً إذا ما استطاعت أن تنتج وتحل بديلاً عن الموز المستورد، غير إن محدودية نطاق زراعته للآن وضعف إنتاجه يجعل ذلك الحلم بعيداً بأن نكون دولة منتجة للموز وبالأهمية ذاتها ألا يكون بديلاً لزراعات أكثر أهمية.
وبتجارب خجولة جداً، بيَّن مدير عام منشأة مزارع الحرية المهندس نشوان بركات لـ”تشرين” البدء بتطبيق زراعة الموز منذ خمسة شهور في 104 بيوت بلاستيكية وزراعة حوالي 5 دونمات للموز المكشوف في منطقة حريصون بطرطوس المناسبة لهذه الزراعة في ضوء التوجه نحو إدخال عدد من الزراعات الاستوائية كالموز والأفوكادو.
أسعار الموز حالياً مرتفعة جداً مع أن تكلفة الكيلو 12 ألف ليرة
بدوره الخبير الزراعي والمعد لدراسات الجدوى الاقتصادية المهندس حسام قصار أكد في تصريحه لـ”تشرين” أننا لم نصبح من الدول المنتجة للموز كون الكميات التي ننتجها من خلال مزارع خاصة لا تزال محدودة جداً، مبيناً أنه لدى مراجعة إحصائيات وزارة الزراعة للعام 2022 لم تذكر أي إحصائية عن مساحة وإنتاج وعدد أشجار الموز لوحدها بل ذكرت مع الأشجار الأخرى كالكيوي والأفوكادو وغيرها بإحصائية واحدة يبلغ إجمالي مساحتها 2304 هكتار وإنتاج 13676 طناً وعدد أشجار 74500 شجرة، وبالتالي لا يمكن القول إننا بلد منتج للموز حالياً علماً أنها زراعة ناجحة جداً ضمن البيوت المحمية والمكشوفة.
ويرى أن زراعة الموز في الساحل أصبحت مصدر رزق جيداً للمزارعين مع اتساع مشاريعه وتعدد زراعة أصنافه مثل (الإسباني وإيليت والريحاوي والغراند) وأهمها الموز القزم ذو الإنتاجية الكبيرة، متوقعاً وجود توجه متنامٍ لدى المزارعين للاعتماد على زراعة الموز والفاكهة الاستوائية كبديل اقتصادي عن زراعات أخرى كالخضار المحمية وغير المحمية التي أحجم عنها المزارعون لارتفاع تكاليف إنتاجها وصعوبة تأمين مستلزماتها مقارنة بالموز والاستوائيات التي تحقق لهم أرباحاً أكبر وبتكاليف أقل كونها زراعة مربحة وجدواها الاقتصادية ممتازة.
ومن وجهة نظره يعتقد أن هذا التوجه له انعكاساته الخطيرة على المستهلك محدود الدخل، إذ سترتفع أسعار الخضر المستبدلة بالموز ارتفاعاً كبيراً وفي الوقت نفسه لن يستطيع شراء الموز المرتفع ثمنه أساساً في السوق المحلية وليس بمقدوره شراؤه.
وبالتالي لن يكون له نصيب في هذا ولا ذاك، لذلك اعتبر الاندفاع نحو الزراعات الاستوائية عامة والموز خاصة ليس له داعٍ في هذا الوقت وغير ضروري وهناك محاصيل أولى بالاهتمام والزراعة كالخضروات الأهم تواجدها على مائدة المستهلك أكثر من الموز.
أما بالنسبة لأسعار الموز، فعدَّها عالية جداً لا تناسب دخل المستهلك بينما هي عادية للمستهلك الميسور علماً أن تكلفة إنتاج الكيلو من الموز عندنا أدنى من 12 ألف ليرة تقريباً حسب علمه.
وأضاف: يبدو أن هذا السعر المرتفع هو سعر الندرة وعند الوفرة سيزداد عرض الموز ويهبط السعر حتماً.
وعن رأيه بإدراج تسعيرة الموز في النشرة التموينية قال: ليس له داعٍ لأنه حتى وإن وُضِعَ له سعر تأشيري في النشرة فستبقى قوة العرض والطلب هي المتحكمة في السعر بشكل عام.