لماذا تتجعد أصابع اليدين والقدمين أثناء الاستحمام؟
تشرين
هل سبق أن ذهبت إلى حوض السباحة أو أن أخذت حماماً طويلاً وشاهدت أنّ أصابع قدميك أو رجليك بدأت بالتجعد؟ قد تكون معتاداً الأمر، ولكن هل تساءلت يوماً عن أسباب تجعد اليدين والقدمين في الماء وعدم تجعد أجزاء الجسم الأخرى مثل الساعدين والجذع والساقين والوجه؟
عندما نبقى في حمام السباحة أو في حوض الاستحمام لفترة طويلة يصبح الجلد متجعداً أو منكمشاً، وإذا خرجنا من الماء أخذ الجلد وضعه الطبيعي وعاد إلى نعومته، ظاهرة أذهلت العلماء، ولكن باحثين توصلوا إلى نتائج جديدة.
شغلت هذه التجاعيد التي يسبّبها الماء للجلد على أطراف أصابع اليدين والقدمين أفكار العلماء وعملهم لعقود، وقد تحير معظمهم بشأن أسباب هذه التجاعيد في المقام الأول، حيث كان الناس غالباً يفترضون أن سبب تجعد اليدين والقدمين أثناء الاستحمام ناجم عن دخول الماء إلى الطبقة الخارجية من الجلد وتسببه في الانتفاخ، لكن كان للعلماء رأي آخر صادم حول هذا الموضوع.
وبحسب بحث علمي منشور في مجلة “نيتشر”، توصل العلماء إلى الإجابة عن سبب انكماش الجلد على أصابع اليدين والقدمين عند الإنسان عندما تنقع في الحمام، مؤكدين أن التغيير الحاصل للأطراف بسبب انقباض الأوعية الدموية تحت الجلد (هو رد فعل لا إرادي من قبل الجهاز العصبي في الجسم)، بالتالي يقلل من حجم الأطراف للأصابع وتبدو ثنيات الجلد مترهلة وتظهر على هيئة تجاعيد.
من جانبه، قال عالم الأحياء توم سمولدرز في جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة، والمؤلف المشارك في البحث: لقد أظهرنا أن الأصابع المجعدة توفر قبضة أفضل في الظروف الرطبة – يمكن أن تعمل مثل مداس إطارات سيارتك، وتمنحك قبضة أفضل.
وبيّنت الاختبارات التي أجراها الباحثون أن الأصابع المتجعدة تعمل على تحسين قبضتنا على الأشياء المبللة أو المغمورة، حيث التقط المشاركون في الاختبارات أشياء مبللة أو جافة، بما في ذلك الكرات الزجاجية بأحجام مختلفة بأصابع طبيعية أو مجعدة (بعد نقعها في ماء دافئ لمدة 30 دقيقة)، وكان المشاركون بأصابع مجعدة أسرع في التقاط الكرات، مقارنة بالأصابع الجافة.
الجدير بالذكر أن أعضاء الجسم تختلف في تفاعلها مع الماء، ففي الوقت الذي تتجعد فيه أصابع اليد والقدم، تبقى باقي الأعضاء كما هي، وذلك لأن الجلد في تلك المنطقة والذي يُسمى بـ “الطبقة الخارجية للجلد”، يحتوي على خلايا جلدية ميتة بشكل أكبر من بقية أعضاء الجسم.
في السياق، ذكر موقع مجلة “فوكوس” الألمانية، أن الباحثين يفترضون أن الجهاز العصبي اللاإرادي يتحكم في تكوين الجلد المنكمش، حيث تنقبض الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد، وهو رد فعل يتحكم فيه الجهاز العصبي، ويسحب الجلد إلى الداخل، مضيفاً: الأمر يستغرق نحو 3.5 دقائق في الماء الدافئ وتعتبر 40 درجة مئوية درجة الحرارة المثلى لكي تبدأ أطراف أصابعك في التجعد، وفي درجات الحرارة الباردة التي تبلغ نحو 20 درجة مئوية يمكن أن تستغرق ما يصل إلى 10 دقائق، فيما يستغرق الأمر نحو 30 دقيقة من وقت النقع للوصول إلى أقصى قدر من التجاعيد.