المركز الوطني للزلازل يؤكد.. استقرار للزلزالية الضعيفة في الأراضي السورية حتى ٥ درجات على مقياس ريختر… اطمئنوا لا “تسونامي” قريب
تشرين- لمى سليمان:
في أتون الانكسارات التي تقض مضجع المواطن, كان لابد من ليلة أخرى لم يعرف فيها النوم طريقاً إلى العيون التي بات إطباقها غاية صعبة المنال نتيجة حدوث هزة أرضية.
مشهد متكرر للخوف وتساؤلات شتى وتنبؤات وتوقعات، أصبح من الضروري الرد عليها من أهل الخبرة، ماذا عن التوقعات المقبلة، هل هناك المزيد؟ هل ننتظر فاجعة 6 شباط في آب مثلاً؟
عن الواقع الزلزالي العام في سورية، يتحدث مدير عام المركز الوطني للزلازل د. رائد علي أحمد لـ”تشرين” محدداً البؤر النشطة زلزالياً والتي من شأنها أن تسبب الهزات في سورية، موضحاً أنه كان سابقاً يسجّل شرق حماة، وشمال شرق حماة، وعلى فالق البحر الميت أو القسم الشمالي من فالق البحر الميت ضمن الأراضي السورية نشاط موجود منذ قبل زلزال ٦ شباط وحتى الآن ما زلنا نسجل هزات حتى ٣ درجات. في حين كانت هزات يوم الإثنين كلها شرق مدينة حماة وليست مرتبطة مباشرة بفالق البحر الميت، ولكن مرتبطة بشكل فرعي، أي إن الهزات السابقة كانت على فوالق فرعية.
أما عن المناطق الأخرى النشطة، فهناك منطقة لواء اسكندرون مازالت نشطة مع ملاحظة في انخفاض نشاطها لدرجة كبيرة خلال الفترة السابقة، حيث سجل المركز ٣٥٤ هزة خلال النصف الأول من العام ٢٠٢٤ بمعدل هزتين فقط يومياً.
والبؤرة النشطة الثالثة هي شمال غرب أضنة التركية، والتي من المتوقع وجود ارتباط بينها وبين المواقع الموجودة في الأراضي السورية نتيجة حركة الصفيحة الأناضولية باتجاه الغرب والضغط على الصفيحتين العربية والأفريقية في الجنوب، ما يؤدي إلى حدوث هزات وزلازل ضمن الأراضي السورية، ولكن تبقى ضمن الزلازل الضعيفة إلى المتوسطة.
وأشار إلى أنه عادة ما تحدث الهزات، طبعاً ضمن الجنوب اللبناني وشمال فلسطين، كنا نسجل خلال الفترة الأولى وبعد زلزال ٦ شباط، أما حالياً فالهزات المسجلة هناك ضعيفة عدداً وقدراً. وبالنسبة لحدود الصفائح مع إيران وتركيا وأيضاً في البحر المتوسط- القوس القبرصي هناك نشاط ملحوظ في جزيرة كريت حتى السواحل اليونانية والتركية.
وبخصوص التوقعات المقبلة أضاف أحمد: كما ذكرنا قبل وبعد زلزال ٦شباط، إن جميع الفوالق الرئيسية والفرعية في نشاط، لكن هذا النشاط حتى ٥ درجات، إلا أن هناك احتمالية لنشاط أكبر في وسط وشمال غرب مدينة أضنة التركية، وحدوث بعض الهزات مع استقرار للزلزالية الضعيفة في الأراضي السورية حتى ٥ درجات على مقياس ريختر.
وأما عن التخوفات من حدوث “تسونامي” وإمكانية توقع نشاط زلزالي في البحر المتوسط نتيجة للهزات المتكررة، فأشار أحمد إلى أن “تسونامي” يحدث عند حدوث الزلازل الكبيرة في البحر بوجود كمية هائلة من الأمواج، وحالياً هذا الاحتمال غير وارد ضمن الأراضي السورية، لأن النشاط الزلزالي ضعيف لا يسمح بحدوث “تسونامي” ولا داعي للقلق في الفترة المقبلة.
احتمال “التسونامي غير وارد ضمن الأراضي السورية لأن النشاط الزلزالي ضعيف لا يسمح بذلك ولا داعي للقلق في الفترة المقبلة
وجواباً عن سبب الهزات التي شهدتها ليلة البارحة، أوضح أحمد أن الهزة الرئيسة أتت كنتيجة لتراكم الطاقة على مدى المرحلة السابقة في الفوالق الفرعية المرتبطة بفالق البحر الميت والسلسلة التدمرية، الأمر الذي أدى إلى انفراج الطاقة على شكل هزة متوسطة القدر،حيث سبقها هزة بقدر3.7 الساعة التاسعة والنصف مساء أمس.
وكانت محطات المركز الوطني للزلازل قد سجلت 14 هزة ليوم أمس الإثنين كان أكبرها في شرق السلمية بقدر 3.5 ريختر على بعد 28 كم شرق حماة من أصل 13 هزة في المنطقة نفسها وهزة واحدة في تركيا بقدر 3.3 ريختر.
سجلت محطات المركز الوطني للزلازل 14 هزة ليوم أمس الإثنين كان أكبرها في شرق السلمية بقدر 3.5 ريختر على بعد 28 كم شرق حماة