أزمة مياه الشرب وسقاية المزروعات كيف ستكون تداعياتها على أمننا الغذائي بعيداً عن ترشيدها؟

تشرين- محمد فرحة:
منذ سنوات ومؤشرات نقص مياه الشرب وآبار سقاية المزروعات، بل حتى الينابيع والأنهار، بدأت تتضاءل وتتناقص، وتتعرض للشح التدريجي، مع ازدياد الطلب والنمو السكاني والضغط الكبير الحاصل على المدن أولاً، ما يفوق الكميات المتجددة في ظل المتغيرات المناخية المتلاحقة.
كل هذه المؤشرات لم تدفع الجهات المعنية لاتخاذ تدابير احترازية أو أي خطوة على أقل تقدير بالتأكيد على ترشيد المياه أو رفع سعرها لعل ذلك يكون سبباً اضطرارياً بعقلنة استخدامها.
اليوم بدأت أصوات الناس ترتفع في أغلب المحافظات والريف السوري مطالبين بتأمين مياه الشرب في حين يستخدمها البعض لسقاية المزروعات أو في المنشآت الصناعية وهي مياه عذبة، وفي هذه الأثناء تسود تجارة باعتها بالصهاريج بمبالغ لا طاقة للأسر على شرائها .
وتؤكد مصادر البنك الدولي أن ذروة أزمة المياه عالمياً وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً ستبدأ مع مطلع عام ٢٠٢٥ لترتفع حدة مشكلة المياه من جراء السحوبات المائية الشديدة وإجهاد الآبار التي تفوق قدرة الموارد المائية المتجددة المتوافرة، ما قد يؤثر في القطاع الزراعي وبالتالي الأمن الغذائي، في ظل ركون مشروع الري الحديث الذي يصحو فترة وينام سنة أو سنوات .
المهندسة سوسن عرابي مديرة مؤسسة مياه حماة أكدت لـ«تشرين» أن هناك آباراً جفت وكانت تروى منها بعض المناطق والقرى، زد على ذلك أن ٣٠ بالمئة من هذه الآبار انخفض منسوبها بشكل لافت .
وتطرقت المهندسة سوسن إلى أن العبث بمياه الشرب وعدم ترشيدها بل هدرها ستشكل مشكلة أكبر وتتفاقم، مشيرة إلى أن بعض الناس يستخدمون مياه الشرب التي لا تقدر قيمتها بثمن، يستخدمونها لسقاية المزروعات في حين ينتظر آخرون قدومها ليشربوا.
وتعليقاً على ذلك نتساءل، هل فكرت وزارة الموارد المائية يوماً أن تقدم لنا بياناً توضح فيه واقع آبار مياه الشرب والأحواض المائية بكل شفافية من باب الحيطة وتحذير المواطنين لعقلنة استخدام المياه، وتقدم إرشادات وتوعية للمستهلكين، ففي كل دول العالم هناك سعر خاص لمياه الشرب بهدف ترشيدها، وسعر خاص للاستخدامات الصناعية وغير ذلك..
في هذه الأثناء بدأ انخفاض مناسيب الينابيع والأنهار والآبار بشكل جلي وواضح ولعل أزمة مياه الشرب خير دليل على صحة ذلك، في ظل عدم كفاية الموارد المائية المتجددة والتي لا يمكن أن تلبي الطلب المتنامي، وبهذا الخصوص فقد طالب مؤتمر المياه العالمي الذي عقد في ريدو جانيرو بأن يكون سعر ليتر المياه أضعاف أسعار ليتر المحروقات أو يساوي ندرته للعطاشى في الصحراء..
بقي أن تشير إلى أن عدة آبار لمياه الشرب قد جفت نهائياً في ريفي مصياف والسلمية وغيرهما، ما دفع بعض وحدات المياه بأن تطالب بمناشير لها على صفحاتها بضرورة عقلنة استخدام مياه الشرب وعدم هدرها بعد الاكتفاء الذاتي وتركيب فواشات للخزانات وتفقدها دوماً، وهذا لم تفعله وزارة الموارد المائية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار