بعد عودة المدارس .. أزمة نقل خانقة في طرطوس.. والحلول دون الطموح
لم تنته أزمة النقل بمحافظة طرطوس بل تفاقمت اليوم، وذلك بعد عودة المدارس, حيث تعاقد عدد من سائقي السرافيس مع الرياض الخاصة والمدارس وبعض الإدارات، فأزمة النقل ما زالت تؤرق المواطن المضطر للانتظار الطويل في كراج الانطلاق ليتسنى له الحصول على نصف مقعد للوصول من المدن والأرياف إلى مركز المحافظة وقضاء عمله، يضاف ذلك إلى ما يعانيه الموظفون والطلاب للوصول إلى أماكن عملهم وجامعاتهم في الوقت المحدد.
سكان منطقة بانياس الذين يضطرون كل يوم لخوض “ماراثون” صباحي وعند انتهاء الدوام الرسمي للوصول إلى باب السرفيس ومن له حظ كبير يحظى بنصف مقعد كما ذكرنا لأن السائق يرفض الانطلاق قبل تعبئة السرفيس بعدد مضاعف من الركاب بحجة الازدحام والركاب راضين فلا حول لهم ولا قوة.
يقول الموظف أبو أحمد لـ”تشرين”: أنا موظف مضطر للذهاب إلى عملي في مدينة طرطوس يومياً، أدفع أكثر من ثلث راتبي أجرة نقل، ومع هذا الواقع المؤلم نتوق لأن نصل إلى كراج الانطلاق ونجد وسيلة نقل تقلنا إلى عملنا دون انتظار طويل ومن دون خوض سباق والجري وراء السرفيس .
تضيف السيدة دلال: من يكون حظه قوياً ينتظر نصف ساعة فقط ومن لا يساعده حظه قد يضطر للانتظار أكثر من ذلك ونحن كموظفين ننتظر إنصافنا وإيجاد وسائل نقل خاصة بنا، وخاصة بعد توجيه الحكومة لتخصيص وسائل نقل للموظفين إلى مراكز عملهم.
وتساءل المواطنون: هل عجزت محافظة طرطوس عن حل أزمة النقل التي باتت الشغل الشاغل والهم الأكبر لنا، ولماذا لا يتم تسيير حافلة النقل الداخلي المخصص لمجلس مدينة بانياس لنقل الموظفين صباحاً إلى مركز عملهم في طرطوس والعودة بهم ظهراً، إضافة إلى عمله كنقل داخلي ضمن مدينة بانياس من الساعة التاسعة أي بعد عودته من طرطوس وحتى الثانية ظهراً؟.
ورداً على سؤال وجهناه لأحد سائقي السرافيس على خط بانياس- طرطوس عن سبب عودة الازدحام الكبير خلال الساعات الأولى من الصباح في كراج بانياس وظهراً عند انتهاء الدوام الرسمي في كراج طرطوس رغم وجود أكثر من سبعين سرفيساً تعمل على الخط، أجاب بأنه لا يسمح للسائق العودة من كراج الانطلاق في طرطوس من دون ركاب، ولذلك نضطر لانتظار الدور الذي قد يطول لأن توجه الركاب من طرطوس إلى بانياس خلال ساعات الصباح قليل جداً وسابقاً كان يسمح لنا بالعودة مباشرة لنقل المواطنين المنتظرين في بانياس، وكما هو معروف مطلوب من كل سائق عدد رحلات محددة وفي كل رحلة يتم ختم الدفتر الخاص بالمركبة وعليه يتم تزويدنا بالمازوت، وفي حال خرجنا من الكراج من دون ركاب لا يتم ختم الدفتر وبالتالي نحرم من مخصصات المازوت، وهذا هو السبب في عودة الازدحام إلى كراج الانطلاق في مدينة بانياس.
وائل حسين رئيس نقابة النقل البري في طرطوس بين أنه مطلوب من السائق عدد رحلات محددة عليه تنفيذها للحصول على مخصصاته من المازوت، وقال: نحن كنقابة مسؤولون عن حل هموم السائقين والمطالبة بحقوقهم وقد أنصف السائقون بعد زيادة أجور النقل مؤخراً رغم العبء الكبير على المواطن، وأما بقية الأمور من دور وغيره فهي من مسؤولية إدارة كراج الانطلاق.
وفي اتصال مع المهندس بشار حمزة رئيس مجلس مدينة بانياس وسؤالنا عن باص النقل الداخلي المخصص للمجلس منذ سنتين والذي يحل الأزمة في حال تسييره، بيّن أن الباص معطل منذ أشهر ومؤخراً تم رفع كتاب لمحافظة طرطوس وتم الكشف على الباص من لجنة من مجلس مدينة طرطوس منذ شهر ونصف وتبين وجود عطل في المحرك وأضاف: في حال عدم إصلاحه من مجلس مدينة طرطوس سنعمل على إصلاحه على نفقة مجلس مدينة بانياس, مشيراً إلى حاجة المدينة لأكثر من باص نقل داخلي لحل أزمة النقل داخل المدينة والوصول إلى كافة الأحياء, بالإضافة لحل أزمة النقل ما بين مدينة بانياس ومركز المحافظة (مدينة طرطوس).