أشار مقال نشره موقع “موون أوف ألاباما” الأمريكي إلى قيام تركيا بقيادة حملة “علاقات عامة” جديدة لتبييض صورة فرع “القاعدة” الإرهابي في سورية، حيث قامت بعض الوكالات التركية بدعوة صحفيين غربيين إلى إدلب لإجراء مقابلة مع متزعم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني.
وقال المقال: زعم الجولاني في حديث مع مراسل شبكة “فرونت لاين” مارتن سميث أن دوره في محاربة الدولة السورية، وفي محاربة حلفائه السابقين في “داعش”، عكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب، لافتاً إلى أن “الفصيل” الذي يتزعمه لا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة، وأنه على الإدارة الأميركية رفعه من قائمتها للإرهاب، كما أشار الجولاني إلى أن إدلب لا تمثل تهديداً لأمن أوروبا وأمريكا وأنها ليست منصة لشن هجمات ضد الدول الغربية.
وأكد المقال أنه لا يمكن تصديق مزاعم الجولاني ولا بأي شكل من الأشكال في ضوء الهجمات الإرهابية العشوائية على المناطق المدنية والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدام الوحشي التي ينفذها فصيله الإرهابي والتي وثقتها منظمات حقوقية، أضف إلى أن الجولاني أشبه بالحرباء (يعيد تشكيل نفسه وتبديل هيئته ومسلكه الإرهابي) وذلك كما وصفه الباحث في معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى آرون واي زيلين.
وأضاف المقال: رغم كل هذا الإجرام لا تجد الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأمريكي مشكلة في التحالف مع كيانات إرهابية كهذه، بل على العكس تماماً، إذ غالباً ما ينظر إليها على أنها أدوات قيمة، كما جاء على لسان المسؤولين الأمريكيين أنفسهم بمن فيهم المبعوث الأميركي السابق لـ”التحالف” الدولي ضد “داعش” الإرهابي جيمس جيفري الذي أكد خلال لقاء مع مارتن سميث أن “هيئة تحرير الشام” أحد نقاط قوة إستراتيجية الولايات المتحدة في إدلب.
يذكر أن مقابلة سميث مع الجولاني أجريت أثناء زيارة الصحفي الأمريكي إلى إدلب في شباط الماضي، مع ضرورة الإشارة إلى أن الخارجية الأمريكية صنفت “جبهة النصرة” في عام 2012 على أنها منظمة إرهابية، كما وصفت الولايات المتحدة الجولاني بأنه إرهابي منذ عام 2013 وعرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.