ارتفاع تكاليف العلاج أعاد أقدم مهنة طبية للواجهة

تشرين- بشرى سمير:

الحجامة مهنة قديمة كان يمارسها الحلّاق، إذ لم تكن مهمته مقتصرة على حلاقة الشعر، بل شملت مجموعة من المهن إضافة إلى الحلاقة، منها: قلع الأسنان، والمعالجة بالحجامة وبـ الطب العربي اليوم، ونتيجة الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليف العلاج الطبي اتجه العديد من المواطنين إلى العلاج بالحجامة والعودة إلى الطب النبوي، حيث ازدادت شعبية مهنة الحجامة باعتبارها علاجاً بديلاً مناسباً لمداواة آلامهم وأوجاعهم، وبذلك تعود أقدم طريقة علاجية إلى الواجهة من جديد لدى العديد من المرضى. وهناك من يمارس مهنة الحجامة في المنزل أو في مراكز تخصصية وبإشراف أطباء وخبراء أو في منازل المرضى.
الدكتور ماجد سمهور طبيب يعالج بالحجامة منذ سنوات، بين أن العلاج بها شاع في العديد من الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب النبوي، حيث أوصى به عدد من أطباء العرب والمسلمين مثل ابن سينا والزهراوي وأبو بكر الرازي، ومن بعدها لاقى رواجاً في الدول الأوروبية خلال عصر النهضة، إذ تصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة التي يتم إجراؤها بشكل عام عن طريق وضع أكواب على نقاط معينة من الجلد وضغط الكأس، إما عن طريق الحرارة أو الشفط وسحب الدم الفاسد من الجسم، وهذا يعتمد على طبيعة الحالة المرضية المراد علاجها، إضافة إلى رغبة الشخص بشكل أساسي في اختيار نوع الحجامة.
ولفت إلى أنه تم إجراء عملية الحجامة على مئات من الأشخاص، فكانت نتائج الدراسة باهرة للغاية وفق إحدى الدراسات العالمية، حيث اعتبرها الفريق الطبي إنجازاً طبياً على مستوى الطب العالمي. وتقول الدراسة إنّ الفريق الطبي المذكور أجرى عملية الحجامة لأشخاص يعانون من أمراض مستعصية عديدة مثل السرطان والشلل والناعور (الهميوفيليا) والقلب والشقيقة والتهاب الكبد والربو والروماتيزم وأثمرت نتائج مذهلة.
وأوضح سمهور أنّ أهمية الحجامة ترتبط بموضع وحاجة الجسم، إذ تعطي الجسد الراحة والاسترخاء، وتسهم في زيادة إنتاج (الأفيون) الداخلي في الدماغ، ما يؤدي إلى تحسن التحكم بالألم، لكونها تسهم في رفع عتبة الألم، وتساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز الدورة الدموية، وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم، وفي إزالة المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد ومن السائل بين الخلايا.

سمهور: الحجامة تعطي الجسد الراحة والاسترخاء وتسهم في زيادة إنتاج (الأفيون) الداخلي في الدماغ

فوائد تكرار الحجامة
تحتاج الحجامة إلى التكرار كغيرها من أنواع العلاجات من أجل الحصول على النتيجة المطلوبة منها، وهذا لا يعد قصوراً في العلاج إنما تماشٍ مع اختلاف الأمراض وطبيعتها، والمعدل العام لعمل الحجامة هو كل ثلاثة أشهر جلسة في حالة الصحة واستخدام الحجامة للوقاية وتحسين الصحة العامة، أما الحالات العلاجية فيتم تكريرها حسب الحاجة لها، مثلاً مرة كل 21 يوماً أو مرة في الشهر حسب تقدير الحالة العلاجية وتشخيصها، ولا خوف من إجرائها وتكرارها حتى في الأجسام النحيلة والضعيفة لتحقيق الهدف والغاية المرجوة منها. فهي تهدئ الأعصاب وتسهم في تنشيط أجهزة المخ وتنشّط الدورة الدموية، كما أنها تعالج الصداع والشقيقة وتقلل نسبة “البولينا” في الدم وتعالج بعض حالات السرطان وآلام الرقبة والظهر والساقين، وتلعب دوراً في تخليص الجسم من الأحماض الزائدة، وتثير وتحفّز المواد المضادة للأكسدة وتمتص الأخلاط والسموم وآثار الأدوية من الجسم والتي تتواجد في تجمعات دموية بين الجلد والعضلات.

معتقدات خاطئة
ولفت سمهور إلى وجود العديد من المعتقدات الخاصة حول العلاج بالحجامة لا أساس لها من الصحة، منها أنّ الحجامة لا تتم في فصل الشتاء أو الصيف، بل فقط فصل واحد في السنة وهو الربيع تصلح فيه الحجامة، وهذا لا أصل له بالمرة، سواء في علم أو سنّة، فالحجامة صالحة لكل مكان و زمان. ومن الأخطاء أيضاً أنّ كثرة الدم دليل على الشفاء السريع، وهذه خرافة لأن التنبيه بالتشريط (استخدام المشرط) حتى مع عدم نزول الدم يساعد على الشفاء لأنه يحفز الجهاز المناعي إضافة إلى الاعتقاد بأن الدم عندما يكون لونه أسود يكون دليلاً على وجود سحر أو مس أو عين، وهذا طبعاً غير صحيح على الإطلاق. ومن الخطأ أنّ “المحجوم” لا يمكن أن يتعاطى أي أدوية طبية طالما قرر العلاج بالحجامة، وهذه خرافة قتلت أناساً كثيرين جداً، وخصوصاً الذين يتعاطون أدوية مهمة كأدوية القلب، وممكن لو أوقفها المريض يموت وعلى العكس، الحجامة تزيد من فعالية الأدوية.

مراكز مرخصة
ويضيف سمهور: لا توجد في سورية مراكز مرخصة للحجـامة، ولكونها مهنة غير مرخصة طبياً، وبالإمكان ممارستها من قبل الطبيب أو الممرض، في عيادة أو مركز خاص أو المنزل ورغم فوائدها ورخص أسعارها إلّا أنها لا تزال غير معترف بها، علماً أن تكلفة الجلسة الواحدة تصل إلى 35 ألفاً إذا كانت بمنزل الحجّام، وتتراوح بين 50 – 100 ألف إذا كانت ضمن عيادة أو في أحد المراكز الطبية. منوهاً بأن جلسة واحدة كافية لكي يشعر المريض بنسبة تحسن تصل بين 65 – 75 ٪.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار