جاء في مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن الإدارة الأميركية ما زالت تبرر الحروب الاستباقية غير المنتهية على بلدان العالم وذلك من خلال تصنيع تهديدات غير موجودة للأمن القومي الأمريكي، وبذرائع ما يسمى أسطورة “البرابرة على الباب”، والتي تدعي زوراً أن الديمقراطية الأمريكية، وديمقراطية بعض البلدان الغربية الاستبدادية وكذلك “إسرائيل” كيان الفصل العنصري، مهددة من الشعوب الأخرى.
وتابع المقال: إن التصريحات الوهمية التي كُتبت عن الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتخللها إشارات إلى القيم الديمقراطية والحريات الأساسية والازدهار للجميع والسلام والكرامة، ما هي إلا تلك المفاهيم التي تمقتها بعض الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وإن مفهوم “إعادة البناء بشكل أفضل” الذي تغنى به بايدن ما هو إلا عبارة عن تسليم ثروة الأمة لمصالح بعض الأقلية على حساب استغلال معظم الآخرين.
وأشار المقال إلى أن ما تدور حوله هذه الذرائع والأوهام يهدف إلى إنفاق تريليونات غير محدودة من الدولارات على التسليح العسكري وتسليم تريليونات أكثر إلى “وول ستريت” وغيرها من الشركات المفضلة.
إضافة إلى بذل استطاعتها لمنع جهود السلام والاستقرار من إنهاء الحروب إلى الأبد، وفرض “النظام العالمي الجديد” من خلال القسوة وسيطرة الدولة البوليسية وكذلك إخضاع الدول لهذا النظام.
وتابع المقال: هذه السياسات التي تنتهجها الإدارة الأميركية معارضة لكل المفاهيم التي تعتز بها المجتمعات ولا خير يرجى من سياسات متشددة كهذه سواء في الداخل الأميركي أو الجيوسياسي حتى أن وسائل الإعلام الأميركية تدعم الخداع الجماعي لعامة الناس والدول.
وأوضح المقال أنه في حين يدّعي المعهد الوطني للإحصاء والأمن أن نظام بايدن مثل أسلافه يهدف إلى “الحفاظ على سلامة الأمريكيين”, فإن الحكم الشمولي الذي يتم فرضه بقسوة الدولة البوليسية يسعى إلى تحقيق أهداف قطبية معاكسة.
إذ إن من تعتبرهم الولايات المتحدة “أعداء” يترصدون على أبوابها مثل الصين وروسيا، وبقية الدول التي تعطي الأولوية للسلام والاستقرار وعلاقات التعاون مع الدول الأخرى والالتزام بالقانون الدولي -وهي مفاهيم تخلى عنها الغرب الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة- ليسوا أعداء حقيقيين.
وأكد المقال أن الرئيس الأميركي جو بايدن وحتى قبل توليه منصبه شدد على أهمية بقاء المصالح الأمريكية “المتميزة”، ما يعني أن الحكومة الأميركية ستستمر في خدمة بعض المصالح حصرياً على حساب معظم الآخرين كما هو الحال دائماً، وبذلك فإن الحروب والاحتلالات التي لا نهاية لها ستستمر, وإن الثروة العامة بالكامل ستتحول إلى المصالح القوية، وأن الأمريكيين العاديين سيبقون على حالهم من الفقر والسحق، وستصبح حالة الأمة والمجتمعات الغربية الأخرى غير آمنة وغير صالحة للعيش فيها مما كانت عليه بالفعل.
وختم المقال بالقول: إن التهديدات المبتدعة من السلطات الحاكمة في الولايات المتحدة، تهدف إلى إقناع الشعب الأميركي بأن كل شيء بخير وذلك لتعليمهم الخضوع لسيطرة قوة عليا, وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.
وبهذا فإن المقاومة الجماعية ضرورية لتحدي أسوأ ما في العوالم الممكنة التي تريدها قوات الظلام الأمريكية المفروضة على البشرية.