مستقبل سوريا.. كثوبٍ صافٍ من السلامة
الحرية:
نقول ونحن نتنفس رياح التغيير التي جاءت برداً وسلاماً على السوريين ..ما أجمل الرحمة في قلب الشجاع وما أجمل الصدق في لسان المتحدث إذا تكلم ..لقد سمعنا منذ التحرير تصريحات هامة لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ولوزير الخارجية أسعد الشيباني تضع النقاط على الحروف كعلامات واضحة لمستقبل سوريا ليتم البناء عليها، ومن أبرزها أن إشراك جميع الأطياف السورية هو من صلب التزام الإدارة الجديدة بالمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية، وذلك لخلق سوريا جديدة تستند إلى قيم المساواة والشراكة والإحترام المتبادل.
والمبدأ الثاني أن الإدارة السورية الجديدة تعتبر أن المشاركة الواسعة لجميع الفئات في الحياة السياسية والإجتماعية تمثل حقاً دستورياً لكل سوري.
والثالث توجيه الدعوة للجميع للمشاركة الفعالة في بناء سوريا المستقبل.
وشتان مابين تصريحات اليوم والأمس.. لقد كان هناك الكثير من الوعود من النظام البائد وحكوماته الفاسدة التي كانت تختبئ خلف وعود لم تف بها، أو خلف أعذار هي أقبح من ذنب.. حتى قيل عنها حكومات الانفصال عن الواقع.. واليوم بعد التحرير نسمع صدى همس القلوب ودمدمة الأفكار بين الناس المرحبة بهذه الركائز وكانها صدى لما يخلج في صدورهم.. كانت كالأمنيات تثلج القلوب المتعبة وتبعد عنها شبح القلق والوساوس من تقسيمات وحروب أهلية تروج لها إسرائيل وكل من يكره الخير للسوريين.
الكثير من الرسائل في الداخل تؤكد تعزيز الثقة بين أبناء الوطن الواحد وعدم بنائه بالفصائل المسلحة أو تحزيبه .. وهي أقوال إيجابية تتطلع لمستقبل سوريا وتراه ناصعاً كثوب صاف من السلامة .. لكن للأسف يقابلها الكثير من الرسائل الخارجيه التي تلق بظلال من التشكيك والتضليل بهدف تعطيل الجهود المباركه التي تسعى لبناء وإعمار سوريا من جديد بكلام ظاهره الحرص على مصالح السوريين وباطنه خلق التقسيم وزعزعة الإستقرار.
ويتبارى هؤلاء بالحديث عن مستقبل الأقليات وحمايتهم وكأن سوريا منذ آلاف السنين لم تنعم بنسيج موحد نشر دفئه وجماله على جميع فئات الشعب وليس هذا بجديد على المجتمع السوري لذلك فإن رياح التشويش ترتد كحرائق على من يشعلها وتكون برداً وسلاماً على السوريين الذين يزدادون يقيناً أن مستقبلهم سيكون بيد هم وحدهم..
لقد ذاق الشعب السوري المرارة والعلقم عندما فلتت الأمور من يدي الدولة والحكومة إلى أيدي من كان يدّعون الصداقة والتحالف، فصار المواطن غريباً في وطنه وصار القرار يصنع في مصانع عواصم بعيدة عن دروب دمشق وعن أحلامها وتطلعات أبنائها وعلى قياس مصالح أخرى..
اليوم بعد التحرير لن يضيع السوريون حريتهم ولن يضعوا أيديهم في أصفاد وأغلال الدول الأخرى مهما أرعدت وأزبدت ..ولعل من البوارق المبشرة للإداره الجديدة ولحكومة تصريف الأعمال التي أنها في كل لقاء او تصريح تقوله امام الوفود الأجنبيه التي تؤوم البلاد أو في الزيارات الخارجية إلا وتؤكد فيه أن المؤتمر الوطني السوري سيمثل كافه فئات الشعب ويضم قرابة 1200 ممثل وللمرة الأولى في سوريا ستكون القرارات الإستراتيجية صادرة عن الشعب لا عن فئة …وللمرة الأولى يستشعر السوريون أنهم معنيون بالكلام عن مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
سوريا اليوم مستعدة استعداداً عظيماً أن تكون بنفسها أحسن مما هي عليه بكثير وتتجاوز كل محنها ومستعدة لأن تجعل بالإعمار مدنها ومحافظاتها كأحسن بلاد الدنيا.. ونقول إن الشعب السوري سيتجاوز المحن والفتن ولا سيما غبار الطائفية الأعمى الذي يتم نثره من الأعداء والمنهزمين بعد طول رقاد لترقيتها كمشرق لأنوار الشام وما حولها.
وفي هذا المقام نقول إن من مزايا سوريا أنها ستبقى دائمآ وأبدأ تفتح قلبها للنوايا الطيبة والأيدي النظيفة والدول الداعمة لاعمارها واستقرار أمنها وأمانها ورغد عيش أبنائها.. ولم لا تكون سوريا أحسن الدول وقد اتاها الله من الخيرات والثروات والجمال ما لو قسم على كثير من الدول لتباهت به بما يقع لها من القسمة وفوق ذلك صدق أهلها ورقة أخلاقهم وحسن عشرتهم ومؤانستهم وشديد إخلاصهم لوطنهم..
وبالمقابل لن نحترم الذين يمكنهم أن يخدموا هذا البلد أحسن الخدمة ثم هم لا يفعلون.