خارج المألوف
جاء الخبر من وكيل البناء للمستأجرين مطمئناً، بل ومفرحاً لأول مرة منذ سنين طويلة مضت، حيث أبلغهم بأنه سيتم تخفيض إيجار الشقق السكنية كلما تحسنت قيمة الليرة وانخفض الدولار.
وذلك الإجراء أتى بتوجيه من صاحب البناء المغترب في إحدى دول الخليج، الذي على ما يبدو أنه من أهل الخير، ويعكس بشكل منطقي التحسن في قيمة الليرة على المستفيدين من استثماراته.
هذا يحدث، فيما لا يزال أصحاب أبنية وشقق سكنية متمترسين على الإيجارات القديمة، بل وطلب رفعها مرفقاً بالتهديد والوعيد بالإخلاء إذا لم يتم الإذعان لرغبتهم بدفع المزيد.
معروف للقاصي والداني أن إيجارات المنازل أثقلت كاهل الناس، وأكلت دخلهم كاملاً على حساب لقمة عيشهم على مدى السنوات السابقة، حتى إن الكثير من تلك الدخول الضعيفة جداً، لم تكن تكفي لسداد الإيجار، ما اضطرهم مكرهين للدين أو اللجوء وبحرج كبير لذويهم من المغتربين أو للميسورين من أهل الخير لتغطيتها.
إننا مقبلون بعد التحرير على مرحلة جديدة من التعافي في البلاد، وينبغي أن تتسم هذه المرحلة بالتسامح والتعاضد بعيداً عن أي مظاهر جشع واستغلال، كالتي كانت سائدة فيما مضى.
ولا شك أننا جميعاً معنيون بأن نساهم بتسريع وتيرة التعافي، كلّ من موقعه وحسب مقدرته، وليس المطلوب فقط تخفيض إيجارات المنازل، بل والمحال التجارية، وكذلك خفض أسعار السلع على اختلافها ونسب الأرباح عليها بما يتماشى مع الظروف الجديدة.