الحمضيات تستعيد جودتها لمواجهة الموز هذا الموسم..والأخير ليس بديلاً
تشرين – ميليا اسبر:
“الحمضيات” من أهم المحاصيل الاستراتيجية في الساحل، وتعمل فيها أكثر من 50 ألف عائلة، حيث تشكل عامل الاستقرار الأول، وقاطرة الإنتاج في هذه المناطق، وهي رافد أساسي للاقتصاد الوطني حسب ما ذكره مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة الدكتور حيدر شاهين في تصريح لـ” تشرين ”
إنتاج مبشّر
وأكد د. شاهين أنّ الإنتاج هذا العام مبشر ويقدر بحوالي 688 ألف طن موزعة على أربع مجموعات رئيسية هي مجموعة الحامض والتي تضم 95 ألف طن، بينما البرتقال 438 ألف طن والهندي حوالي 34 ألف طن، أما مجموعة اليوسفي فقد بلغت 118 ألف طن، مشيراً إلى وجود تراجع بسيط في كمية الإنتاج، وهذا يعود للظروف المناخية التي رافقت عملية الزهر والعقد من ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة، ناهيك بظاهرة المعاومة لدى بعض الأصناف، ولاسيما نوع اليافاوي، وإن نوعية وأحجام الثمار وجودتها العالية عوضت عن الفارق الوزني في الإنتاج.
رفد الأسواق بأفضل الأنواع
وأوضح د. شاهين أنه يتم رفد الأسواق المحلية والخارجية بأفضل الأنواع من الحمضيات ذات المواصفات العالية الجودة، سواء كان من حيث اللون أو الحجم أو المذاق، والأهم من ذلك خلوها من الأثر المتبقي للمبيدات كنتيجة حتمية لتطبيق مبدأ المكافحة الحيوية التي يُعمل بها في وزارة الزراعة منذ التسعينيات ومازالت مستمرة حتى الآن، مؤكداً أن هذه الصفات تكسب المنتج قدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية وتعطي المنتج قيمة مضافة.
وكشف أن الأصناف المعدة للتصدير تختلف من بلد لآخر، فمثلاً دولة روسيا تفضل الأنواع الملونة مثل الدموي والكريفون الأحمر والماوردي، وتفضل دول الخليج الأنواع القشرية مثل الكلمتين والبوصرة، في حين يستورد العراق الشقيق كل الأنواع.
ولدى السؤال عن “مظلومية” مزارعي الحمضيات تاريخياً، فهناك إنتاج كبير مقابل مرابح قليلة وربما خسارات كبيرة، أجاب د. شاهين بأنه يخالف هذا الرأي تماماً، فتاريخياً كان مزارعو الحمضيات من الطبقة المخملية وجنوا منها أرباحاً كثيرة، ولكن الظروف الصعبة، ولاسيما سنوات الحرب أرخت بظلالها السوداء على كل القطاعات وليس فقط الحمضيات، لكن من خلال الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة استطاعت أن تحد من الآثار السلبية على الإنتاج الزراعي، ولاسيما الحمضيات، وأيضاً النهوض بهذا المنتج والارتقاء به، كما وضعت خطة متكاملة لتصديره بالتشاركية مع الجهات ذات الصلة.
معضلة الموز والحمضيات
وفي سؤال آخر حول انتشار زراعة الموز في الساحل بديلاً للحمضيات، بين د.شاهين أن الموضوع ليس أن يحل منتج مكان آخر، ولكن الأهم من ذلك هو مدى تأقلم الموز مع الظروف البيئية، وخصوصاً انخفاض درجات الحرارة وأيضاً ارتفاع المقنن المائي له، ناهيك بأنه سريع العطب وفترته التسويقية قليلة جداً، فهذه العوامل مجتمعة أحد محددات زراعة الموز على عكس الحمضيات تماماً، فهي تأقلمت وعلى مدى السنوات الطويلة مع أصعب الظروف المناخية ولها قدرة تسويقية تمتد لشهور، مضيفاً: إن أسعارها جيدة ويأمل أن تصبح ممتازة وتالياً لا خوف على الحمضيات إطلاقاً بل على العكس عادت لتأخذ مكانتها الطبيعية كنتيجة حتمية للاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة للإنتاج الزراعي، ولاسيما الحمضيات، وهذا يزيد من فرص الاستثمار الزراعي في هذا المجال ويحقق العدالة الربحية للمزارعين.