قراءة نقدية لـ”أجراس القوافي” باكورة أعمال الشاعر فائز خنسة
اللاذقية – باسمة اسماعيل:
“أجراس القوافي” تقرع بالمركز الثقافي العربي في جبلة بحضور عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشعر للشاعر فائز خنسة، في حفل توقيع باكورة إصداراته
( أجراس القوافي)، تخللته قراءة نقدية للديوان قدمها مدير ملتقى جبلة الأدبي الكاتب خالد عثمان ومدير ملتقى أوتار الأدبي الروائي والشاعر مخلوف مخلوف.
يقول الشاعر فائز خنسة لـ “تشرين “:
الديوان ثمرة جهود فترة طويلة لأضع بين يدي القارئ، مجموعة من القصائد النثرية والمقفّاة والتفعيلة، موضوعاتها الوطن والشهيد والحياة بمختلف فصولها، هذه القصائد قديمة حديثة تحاكي الواقع قبل ما تمر به سورية من أزمة وما تمر به حالياً، هي معالجة وبرؤية خاصة تتناول هذه الموضوعات بأكثريتها الوطن المتعشش في ثنايا روحي.
وأشار خنسة إلى أن تسمية الديوان بأجراس القوافي، جاءت لتنوع القصائد ما بين أنواع الشعر / النثري- القافية – التفعيلة/ وكلمة أجراس لها إيقاع معين يطرب لها مَن يسمعها.
تناول مدير ملتقى جبلة الأدبي الكاتب خالد عثمان مقدمة عن ظروف الشاعر وشعريته وتماهيه مع قريته ( بشيلي) وأثرها في شعريته.. وأشار إلى أن “أجراس القوافي” اسم لناصية الكلام بوحاً، نشيداً، وصفاً، تغزلاً، رسم طبيعة بكر وحديث وجدان، “أجراس القوافي” عتبة الكتاب الأولى في نصوصه شعراً عمودياً خليلياً، ومضات، وقصدات من النثر الجميل ملوناً ببهاء قريته (بشيلي) ورائحة صنوبرها وأنسامها العليلة.
ولفت إلى أنّ في الديوان أجراساً متعددة ومختلفة ما بين الصاخبة والهادئة، وما بين الهادرة والمهموسة تكّون بمجموعها سيمفونية “بشيلية” الطبيعة والجمال والذات الخنساوية الشاعرة، من عناوين مقطوعاتها الجرسية: حلم – إلى ولدي يوسف – حنين – تمر الحادثات – هل أنصف الدهر – فيض الكلام – احتراق – عبق السؤال – أين أمي – حدائق جمر – وردة بيضاء – أجراس القوافي- تراتيل الوداع – الزمن المقتول – ملامح الصدى وغيرها، مضيفاً أنه لم يذكر عناوين الأجراس ترفاً وكمالية بل ليضع القارئ بطبيعة النصوص (موضوعاتها وأفكارها وفضاءاتها التي تنفتح أمامها) فالوجداني في مقدمة الموضوعات والمعاني، بعدها التأملي الوجودي ثم الذهني والغزلي والطبيعي، ولا ننسى الوطني والقومي إذ يحضران عبر عدد من الأجراس والقوافي.
ووقف عثمان عند عنوان المجموعة التي وسمت عتبته بأجراس القوافي، مبيناً أن هذا العنوان المجازي الذي يتكون من تشبيه بليغ إضافي طرفاه أجراس مضاف، والقوافي مضاف إليه مكتنزاً في طياته طبيعة الخطاب الشعري وموسيقيته اعتماداً على الإيقاع في مصادر الموسيقى الداخلية، كالمعاني والصور والمحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، فالقصيدة.
ونوه بأن الشاعر ابن بيئته الجبلية ” بشيلي” ذات الطبيعة الرائعة والبكر، استعار مفرداته من موجودات بيئته، محلّقاً في ارتفاعها شجرها وزهرها وعطرها، وسمو ونبل أهلها التي ما غيرتها تعقيدات الحياة، وملتزم بوطنه مهموم لما أهمه ومخزون لما يحزنه، وحالم أن يغدو في حال أحسن، وموجوع بالفقد برحيل ولده يوسف، الشاعر خنسة شاعر موجوع بالفقد، وقد قال في ابنه يوسف:
مرّ النسيم وقد سألته باكياً
أين الحبيب وأين أخبار الوفى
هل كان يوسف في طريقك عائداً
نحو الديار وبعد هجر قد لغى
مدير ملتقى أوتار الأدبي الروائي مخلوف مخلوف توقف في قراءته النقدية عند اللغة المستخدمة في الديوان؛ لغة بسيطة وجميلة، إضافة إلى أنّ الموسيقى بالقصائد تعزفها الريح على أوتار الضوء وانهمار العشق المشرع على آخر الاحتمالات، وكذلك الصور المتكئة على المناخ الأدبي والمورث الثقافي الشعبي والاجتماعي.. وأشار إلى أن الديوان مساحة لتقاطع شتى صنوف الإبداع الأدبي، وكان الشاعر موفقاً في تنوع الديوان ما بين قصائد نثرية وأخرى عمودية.
ولفت إلى أنّ ارتباط معظم القصائد بالبيئة الريفية التي ينتمي إليها الشاعر، وكان صادقاً في التعبير عن هذه العلاقة بينه وبين بيئته الجميلة، بترابها وأشجارها وهوائها وناسها، يقول في قصيدة سفر العطور: /وجناحاي يعانقان السماء/وسفر العطور يضمخ النسيم/وينعش الأرجوان/ بصمت مقدس.
وأضاف: القصائد موزعة بين الوجداني والغزلي والوطني، حيث شكلت المجموعة خلطة شعرية إبداعية جميلة..
ولفت إلى أن القصة في قصائده حالة تشابك وتواشج وتكامل، وتماه جمعي أبدي لا تقبل التقسيط أو التقسيم أو التفريط، ما يمنح المخلوق الأدبي بعض تفرد وتمرد ونزوع للاستقلال والخصوصية، والنأي بملامح لا تشبه إلّا صاحبها ومبدعها في أوج اشتعاله.
يشار إلى أن ديوان “أجراس القوافي” الطبعة الأولى صادرة عن دار الغانم للثقافة، مؤلفة من أربعة وأربعين قصيدة إضافة إلى الإهداء والتقديم.