«ذبابة الزيتون».. عكرت صفو وفرة الإنتاج هذا الموسم
درعا – عمار الصبح:
في الوقت الذي تسارعت فيه عمليات قطاف الزيتون بدرعا، طفت على السطح أحاديث بين المزارعين عن ارتفاع بنسب الإصابة بذبابة الزيتون، والتي سجلت-حسب تأكيدهم- ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي أثار المخاوف من أن تؤدي هذه الزيادة في الإصابة إلى تدني إنتاجهم من الزيت وتراجع جودته.
مزارعون أكدوا أنّ الإصابة بالذبابة بدأت تظهر بشكل أوضح مع بداية موسم القطاف، وخصوصاً في الثمار الكبيرة الحجم والتي ظهرت فيها الإصابة على شكل ديدان بيضاء اللون، وهو أمر معتاد- حسب قولهم- ولكن في هذا الموسم كانت نسبة الإصابات أكبر وأكثر انتشاراً.
محمد كنعان أحد مزارعي الزيتون من الريف الشمالي للمحافظة، أشار إلى أنّ نسبة الإصابة بالذبابة هذا الموسم كانت مفاجئة، لدرجة أنها حالت دون قدرة الكثيرين على إعداد المؤونة من الزيتون للتخليل، فيما ذهب القسم الأكبر للعصير، لافتاً إلى أن الإصابة كانت واضحة في الثمار الكبيرة الحجم وهي المرغوبة عادة لإعداد المؤونة، على عكس الثمار الصغيرة التي تبدو سليمة.
وأبدى المزارع خشيتهم من أن تؤثر هذه الإصابة على نسب الزيت المستخرج وتراجع جودته، مع وجود مؤشرات على انخفاض في أسعار الزيت هذا الموسم مقارنة بما كانت عليه في الموسم الماضي.
وتعد حشرة ذبابة الزيتون أحد أكثر الإصابات التي تتعرض لها أشجار الزيتون، حيث تسهم الظروف الجوية في انتشارها ما لم تتخذ الإجراءات الكافية للمكافحة، وفيما يبدو انتشار الذبابة شائعاً في المناطق ذات الرطوبة العالية كالمناطق الساحلية مثلاً، تبدو نسبة الإصابة الكبيرة لأشجار الزيتون بدرعا مستغربة هذا الموسم.
متخصصون: الظروف الجوية وعدم التقيد بالمكافحة عزّزا نسب الإصابة
وفي هذا السياق، أوضح مدير وقاية النبات في مديرية الزراعة بدرعا المهندس حسن الصمادي أن الظروف الجوية المتمثلة بالحرارة المعتدلة والرطوبة العالية، والتي سادت في عدد من مناطق المحافظة أثناء فترة تحول بيوض الحشرة إلى شرانق، وهو ما يعرف بالجيل الثالث للحشرة، ساهمت في ارتفاع نسبة الإصابة هذا الموسم على نحو أكبر، لافتاً إلى أنّ درجة الإصابة تختلف بين منطقة وأخرى في المحافظة تبعاً للظروف الجوية، ففي المناطق التي شهدت نسب رطوبة منخفضة مع درجات حرارة عالية، كانت الإصابة فيها أقل.
وأضاف: إنّ الثمار الكبيرة الحجم عادة ما تكون أكثر جذباً للحشرة لوضع بيوضها فيها لتضمن غذاءها، فهي تتغذى على الجزء اللحمي من الثمرة، وهذا ما يفسر قلة إصابة الأشجار التي ثمارها صغيرة بالذبابة، فتكون النتيجة سقوط الثمار المصابة على الأرض قبل نضجها، إضافة إلى تدني جودة الثمار فتصبح غير صالحة للأكل والتخليل، كاشفاً عن أضرار غير مباشرة، حيث يمكن أن تسبب الإصابة انخفاضاً في نسبة الزيت وتدني مواصفات الجودة، وبالتالي ارتفاع نسبة الأسيد، ولكن في العموم يظل الزيت صالحاً للاستهلاك، على حدّ قوله.
من جهته، لفت مدير الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات أنه وقبل بدء موسم قطاف الزيتـون كانت الظروف ملائمة لانتشار الذبابة، وتم إبلاغ المزارعين بضرورة مكافحتها واستشارة الفنيين في الوحدات الإرشادية، لتقديم النصائح المهمة ومراقبة حقولهم لتحديد درجة الإصابة في حال حدوثها، واتخاذ الإجراءات المناسبة والتدخل بإجراء المكافحة عند اللزوم كي لا تتجاوز الإصابة العتبة الاقتصادية وللمحافظة على سلامة الثمار وجودة الزيت، مبيناً أن عدم تقيد المزارعين بتنفيذ المكافحة بشقيها الكيميائية وعن طريق المصائد، ساهم في انتشار الإصابة على نطاق أوسع.
ويبلغ الإنتاج المقدر من الزيتون بدرعا للموسم الحالي حوالي ٢٩ ألف طن من الثمار، مع ٣١٠٠ طن من الزيت.