ترامب – هاريس.. الانتخابات الأغلى تاريخياً
تشرين:
لم تكن الانتخابات الرئاسية الأميركية في دورتها الحالية، والتي فاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.. لم تكن فارقة تاريخياً في حالة الانقسام والاستقطاب فقط (وهذا انسحب على الداخل والخارج) ولم تكن فارقة فقط في حالة الضبابية التي رافقتها حتى اللحظة الأخيرة، أو في حالة أنه- رغم فوز ترامب- فإن السياسات الأميركية المقبلة ليست واضحة بصورة كاملة.. هذه الانتخابات كانت فارقة تاريخية في المال الانتخابي، وفي اتساع الحملات الإعلانية وسطوتها لتسجل مبلغاً قياسياً قدره 3.5 مليارات دولار ما يجعلها الانتخابات الأكثر تكلفة في التاريخ.
وحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية فإن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تمكنت من جمع أكثر من 2.3 مليار دولار لحملتها الانتخابية، أنفقت منها 1.9 مليار دولار، فيما جمع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب 1.8 مليار دولار وأنفق 1.6 مليار دولار. وذهب أكثر من نصف هذه الأموال إلى الحملات الإعلانية في وسائل الإعلام والإنترنت وفي شوارع المدن الأمريكية، لاسيما في الولايات المتأرجحة التي لها أهمية بالغة في تحديد نتيجة التصويت. وكانت النفقات التشغيلية والإدارية ثاني أكبر نفقات لكلا المرشحين، حيث بلغت أقل بقليل من 250 مليون دولار لهاريس وحوالى 200 مليون دولار لترامب.
ولفتت “فايننشال تايمز” إلى حقيقة أن حملة ترامب خصصت حوالي 14% من إجمالي الأموال، أي أكثر من 100 مليون دولار، لتغطية التكاليف القضائية للرئيس السابق، الذي يواجه عدة محاكمات في الولايات المتحدة.
وتم تمويل حملات المرشحين من خلال الأموال الشخصية والحزبية والتبرعات الفردية، والأموال التي يتم جمعها من خلال مجموعة متنوعة من صناديق الدعم (لجان العمل السياسي).
تجدر الإشارة إلى أنه وفقاً لمنظمة «OpenSecrets» الأميركية غير الربحية، فقد بلغت نفقات الانتخابات الرئاسية في عام 2012، ما مقداره 3.58 مليارات دولار، وفي عام 2016، بلغت 3.12 مليارات دولار، وفي عام 2020، وصلت إلى 7.71 مليارات دولار. وتحدثت تقديرات OpenSecrets الأولية لنفقات الحملة الانتخابية لعام 2024 عن مبلغ قدره 5.51 مليارات دولار، في تباين كبير مع معطيات «فايننشال تايمز».