القوات الأوكرانية مُحاصرة في كورسك.. إعلام بريطاني يحذّر من خطأ غربي «بأبعاد نووية» وواشنطن تتفي السماح لنظام زيلينسكي بضرب الأراضي الروسية
تشرين:
مع نجاح القوات الروسية بتطويق ومحاصرة الجيش الأوكراني في كورسك، جددت الولايات المتحدة تصريحاتها بخصوص أنها لم تغير من نهجها حيال عدم السماح للنظام الأوكراني باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية، بينما وصفت وسائل إعلام بريطانية أن هذا السماح إذا ما تم سيكون «خطأ بأبعاد نووية».
وحسب قائد عسكري روسي فإن القوات الروسية نجحت في تطويق عدد من أفراد الجيش الأوكراني ومحاصرتهم في المنطقة، وأضاف لـ«سبوتنيك»: قامت القوات المسلحة الأوكرانية بنقل احتياطات إضافية إلى مقاطعة كورسك، وذلك بهدف شن هجمات سريعة وخاطفة والاستيلاء على الجزء الأكبر من الأراضي والمساحات في المقاطعة، لكن قواته استطاعت إرغام بعض القوات الأوكرانية على التراجع إلى مناطق يمكن من خلالها إحكام الطوق عليها ومحاصرتها بشكل مطبق للقضاء عليها جميعاً.
في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنه بعد المحادثات بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (في واشنطن يوم الجمعة الماضي) فإن الولايات المتحدة ليست مستعدة للإعلان عن رفع القيود المفروضة على القوات الأوكرانية بشأن الضربات بأسلحة بعيدة المدى في العمق الروسي.
وقال ميلر: نحن نواصل العمل مع شركائنا الأوكرانيين حول أفضل السبل لدعمهم، وتزويدهم بالأموال والدعم الاستخباراتي، لكن ليس لدي أي تصريحات بخصوص السياسة (بشأن القيود المفروضة على استخدام الصواريخ الغربية البعيدة المدى).
وفي وقت سابق، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي، وقال: إن دول الناتو لا تناقش الآن احتمال استخدام كييف للأسلحة الغربية البعيدة المدى فحسب، بل إنها في الواقع تقرر ما إذا كانت ستتورط بشكل مباشر في الصراع الأوكراني.
وأضاف: في الواقع، لا يمكن تنفيذ المهام الجوية لهذه الأنظمة الصاروخية إلا من أفراد عسكريين من دول «ناتو»، لذلك أوكرانيا بمفردها عاجزة عن ضرب العمق الروسي وتحتاج إلى تنفيذ ذلك إلى معلومات من الأقمار الصناعية الغربية.
وفي لندن، ركزت وسائل إعلام بريطانية بصورة أوسع على هذه المسألة، معتبرة أن بريطانيا سترتكب خطأ فادحاً بمنحها الإذن لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية.
وقالت صحيفة «الغارديان»: إن مواقف القادة العسكريين البريطانيين، وستارمر نفسه، لا طائل من ورائها، ودعم نظام فلوديمير زيلينسكي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السياسي في العالم.
وأضافت: إن السياسيين الغربيين الذين يتظاهرون بأنهم رجال أقوياء لا يقدمون أي خدمة للعالم من خلال وعد زيلينسكي بتحقيق نصر كامل.. والسؤال الوحيد هو ما مقدار المزيد من الموت والدمار الذي سيترتب على ذلك؟
وكان حلف شمال الأطلسي «ناتو» قد زعم مجدداُ بأن لا دور للحلف في هجوم القوات الأوكرانية على مقاطعة كورسك الروسية، وقال أمينه العام ينس ستولتنبرغ: إن الحلف وشركاءه يقدمون فقط الاستشارات لأوكرانيا ويدربون مقاتليها ويزودونهم بالأسلحة.
وأضاف ستولتنبرغ في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أمس، رداً على سؤال حول تورط الناتو في الهجوم الأوكراني على كورسك: يقدم الناتو وحلفاؤه مساعدة غير مسبوقة لأوكرانيا، 99% من هذه المساعدة تأتي من دول الناتو.. نحن نقدم لهم المشورة ونقوم بتدريبهم، لكننا لا نقود الحرب ولا نتولى قيادة القوات المسلحة الأوكرانية.
وأضاف: الأمر متروك للأوكرانيين أنفسهم لاتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة.