جاء بتوقيت صعب.. تخفيض ٣٠% من مخصصات وسائل النقل يخلق أزمة نقل خانقة بين المحافظات وداخلها
حماة – محمد فرحة:
دائماً ما يتم اتخاذ قرار غير صائب في الوقت غير المناسب، لكن لكل قرار مبرراته وأسبابه، غير أن توقيت هذا الإجراء في غاية الصعوبة، لكونه تزامن مع افتتاح المدارس وبعدها الجامعات، حيث تم استصدار قرار بتخفيض ٣٠% من المحروقات من مخصصات وسائل النقل على جميع الخطوط بين المحافظات، وكذلك في الخطوط الداخلية، وفقاً لحديث مدير محروقات حماة عباس غضة، بل تخفيض عدد الرحلات التالية “جورين دمشق ، والسقيلبية دمشق ، ومصياف دمشق ، وسلمية دمشق” بمعرفة وقرار من مدير منطقة كلّ مدينة، هذا فيما يتعلق بهذه الخطوط المذكورة فقط ، وفي مجال محافظة حماة، وبهذا الخصوص كما جاء في كتاب رسمي وبين أيدينا نسخة منه.
ويضيف الكتاب بضرورة توجيه مدير النقل والمرور في المحافظة من أجل إعداد مراسلة الإدارة العامة لشركة المحروقات لبيان إمكانية قفل أجهزة الـ / جي. بي .اس / الخاصة بالنقل الداخلي اعتباراً من الساعة الثامنة مساء، حتى السادسة صباحاً، وفقاً لما جاء في كتاب رسمي بتوقيع كلّ من محافظ حماة وعضو المكتب التنفيذي المختص، الأمر الذي سيخلق إشكاليات كبيرة وازدحامات غير مسبوقة إن لم تستطع الجهات المعنية إلزام وسائل النقل هذه بالعمل وفقاً لما كان معمولاً به قبل اتخاذ هذا القرار، ومتابعة تصرفات أصحاب محطات المحروقات الذين يتلاعبون بالمادة ، فجلّ مشكلات آلية النقل تنبع من عندهم، أي من أصحاب الكازيات، رغم أن رؤساء هيئة خطوط النقل تفهموا الأمر تماماً، وأبدوا استعدادهم لتقديم رحلة بلا مقابل وفقاً لما قاله مسؤول خط حمص- مصياف.
صاحب محطة محروقات، أوضح لـ”تشرين” أن التعليمات الصادرة بهذا الخصوص صارمة، حيث تم إبلاغنا رسمياً من مديرية حماية المستهلك بالتنفيذ اعتباراً من صباح هذا اليوم الأحد الثامن من أيلول.
وأضاف صاحب محطة محروقات كراج الانطلاق في مصياف: إن هذا القرار قد يدفع بالعديد من أصحاب وسائط النقل إلى التملص، فإذا كان من حقه مثلاً ١٠٠ ليتر سيتقاضى فقط ٧٠ ليتراً وفقا للقرار الصادر عن لجنة محروقات محافظة حماة .
رئيس هيئة خط نقل، من دون ذكر اسمه، أوضح أن القرار مجحف بحق أصحاب الآليات، فكيف سيعملون وينقلون الركاب بين المحافظات بهذا الوضع؟
“تشرين” استوضحت أكثر حول تفاصيل الإجراء، وفي هذا الصدد بيّن مدير فرع سادكوب حماة عباس غضة في حديث معه أن القرار جار في كل المحافظات، حيث سيتم حسم ٣٠% من مخصصات كل آلية نقل.
وتطرق إلى أن بقية القطاعات الأخرى كالقطاع الصحي والمشافي والمخابز والجهات الأخرى ستبقى مخصصاتها كما هي ثابتة من دون أي اقتطاع منها، وأن هذا القرار سيجري وينسحب أيضاً على كل وسائل النقل.
وفي معرض جوابه عن سؤال ما إن كان هناك تخفيض لعدد الطلبات لمحافظة حماة ، أجاب مدير سادكوب حماة بأن الكمية يومياً / ١٥ / طلباً، وأن هذا الإجراء صدر من قبل لجنة محروقات حماة بناء على قرار مركزي سينفذ ويطبق في كل المحافظات اعتباراً من صباح اليوم الأحد، وهنا انتهى كلام مدير فرع محروقات حماة.
غير أن الإشكال الكبير هو في فهم عناصر التموين لجهة تنفيذ آلية القرار، فعملية الحسم هي من إجمالي الكمية المخصصة بالبطاقة، غير أن أصحاب المحطات وبعد عملية خصم الـ ٣٠% من إجمالي كمية البطاقة يقومون أيضاً بحسم ما تبقى من أصل الكمية .
لكن السؤال الكبير الغامض مؤداه: يوم وصلت مخصصات محافظة حماة من المازوت إلى ٩ طلبات و١١ طلباً لم يتخذ إجراء كهذا، في حين مخصصات المحافظة اليوم خمسة عشر طلباً، ليتخذ قرار من شأنه أن يخلق أزمة نقل وازدحام لا أحد يريدها، لكن لكل قرار مبرراته ودوافعه وعلى الجميع أن يتفهم ذلك جيداً وعلى الجميع أيضاً أن يقوموا بما هو مطلوب منهم.