صواريخ أمريكية في ألمانيا.. نصف الألمان يخشون حرباً مع روسيا ومحللون يحذّرون من مخاطر صدام عسكري مباشر بين «ناتو» وموسكو
تشرين:
غالبية الألمان لاتنظر بارتياح لدور بلادهم فيما يخص أوكرانيا، وجاءت مسألة نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية لتضاعف مخاوفهم حيال ما يمكن أن تقود إليه على مستوى الصدام العسكري المباشر مع روسيا.
ووفق أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد «فورسا» ونشرته مجلة «شتيرن» اليوم الأربعاء، فإن 47% من الألمان يرون أن هذه المسألة سترفع من مخاطر الصدام العسكري المباشر بين حلف الناتو وروسيا.
وأشار الاستطلاع إلى أن ممثلي الناخبين من أحزاب المعارضة «اتحاد سارة فاغنكنخت من أجل العقل والعدالة» و«البديل من أجل ألمانيا» لديهم آراء سلبية تجاه قرار نشر الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا.
بينما يعتقد 17% فقط من المشاركين في الاستطلاع أن هذا الأمر سيساعد في تعزيز أمن ألمانيا.
وكان البيت الأبيض أعلن أن الولايات المتحدة ستبدأ بنشر أسلحة في ألمانيا في عام 2026 ذات مدى أبعد من تلك المنتشرة حالياً في أي مكان بأوروبا.
وتعليقا على ذلك، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إن هذه الخطط تزيد من احتمالية حدوث سباق تسلح صاروخي وقد تؤدي إلى تصعيد يخرج عن السيطرة.
ويوم أمس الثلاثاء، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مسألة الصواريخ هذه هي إذلال لألمانيا. وقال لافروف في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول «التعاون متعدد الأطراف من أجل إنشاء نظام عالمي أكثر عدلاً وديمقراطية واستدامة» : اليوم نرى إذلالاً آخر لألمانيا التي خضعت حكومتها دون أدنى شك للقرار الأمريكي بنشر صواريخ أمريكية للمرتزقة على الأراضي الألمانية.
وحسب صحيفة «FAZ» الألمانية، فإن وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا وقعوا بالفعل على إعلان نوايا لتطوير صواريخ مجنحة يصل مداها إلى أكثر من ألف كيلومتر، والتي «يمكن أن تصل إلى أهداف في روسيا من الأراضي الألمانية». وتم تأكيد هذه المعلومات من قبل المستشار الألماني أولاف شولتس.
وكان تقرير للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني ZDF، قال: اعتباراً من عام 2026، ولأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة، كما أكد تقرير للقناة الثانية سيكون لدى القوات المسلحة الأميركية المتمركزة في ألمانيا صواريخ توماهوك بمدى يصل إلى 2500 كم، يمكن تزويدها بأنواع مختلفة من الذخيرة. لكن التقرير يشير إلى أنها لن تحمل رؤوساً نووية. على الرغم من وجود أسلحة نووية تكتيكية أميركية بالفعل في ألمانيا.
وما يمكن فهمه، من تقرير القناة، أن اتفاقية إعادة تسليح القوات الأميركية في أوروبا اتفاقية ثنائية، بين واشنطن وبرلين. وبما أنها أُبرمت بتجاوز البرلمانيين الألمان (تم إبلاغهم بها بعد إبرامها) فقد اختار شولتس تقديم بعض التوضيحات.
ففي محادثة مع رئيس الوزراء الياباني، أكد شولتس أن ألمانيا تدير الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا بطريقة تجنبها التورط المباشر في صراع مع روسيا.
وحسب المحللين فإن روسيا تواجه الوضع التالي: من ناحية، تحمي ألمانيا نفسها (وقبل كل شيء القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها) من التهديدات المحتملة بمساعدة نظام الدفاع الصاروخي؛ ومن ناحية أخرى، هناك إمكانية على الأراضي الألمانية لتنظيم هجوم صاروخي على روسيا باستخدام صواريخ كروز الأميركية. وفي ظل هذه الظروف، فإن ردة الفعل القاسية من الجانب الروسي مفهومة.