1288 هزة خلال الربع الأول من العام الحالي.. الهزات الأرضية مستمرة لفترات طويلة
دمشق – ميليا اسبر:
لاتزال الهزات الأرضية مستمرة على اختلاف شدّتها حتى بعد أكثر من عام على وقوع زلزال السادس من شباط العام الماضي، حيث تم تسجيل 1288 هزة خلال الربع الأول من العام الحالي، حسب ما صرح به مدير المركز الوطني للزلازل.
ولكن ما هي دلالة استمرارية حصول الهزات الأرضية؟ وهل يمكن اعتبارها خطراً ينذر بزلزال آخر؟ وهل هناك مؤشرات جيولوجية على توقف الهزات الأرضية خلال فترة زمنية محددة؟
للإجابة عن تلك الأسئلة كان لـ”تشرين” لقاء خاص مع مدير عام المركز الوطني للزلازل الدكتور رائد أحمد الذي كشف أن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري 1288 هزة، تركز أغلبها في لواء اسكندورن على الفوالق النشطة، وهناك بعض الهزات حدثت في لبنان وفي شمال شرق دمشق وحماة، بالإضافة إلى الجولان و شمال فلسطين، أي إنها حدثت ضمن المساحة الجغرافية المحصورة بين خطي عرض 32 – 38 درجة شمال وخطي طول 34 – 43 درجة شرقاً، موضحاً أن المركز سجل هزة واحدة فقط بقدر 4.2 بتاريخ 14 شباط من العام الجاري، وأن القدور المسجلة في لبنان والداخل السوري هي هزات أقل من ثلاث درجات على مقياس ريختر، باستثناء منطقة الجولان التي حدثت فيها هزة واحدة بقدر 3.7 ريختر
نشاط الصفيحة العربية
وأوضح د. أحمد أن نشاط الصفيحة العربية و فالق البحر الميت قديم تاريخياً، ولكن القسم السوري واللبناني أظهر نشاطاً ملحوظاً بدءاً من تاريح 2022 /18/12 أي قبل حدوث زلزال 6 شباط العام الماضي، إلا أنّ هذا النشاط أصبح بدرجة أقل بعد الزلزال، لكنه مستمر على امتداد فالق البحر الميت من الجنوب إلى الشمال، لافتاً إلى وجود نشاط زلزالي معروف تكتونياً، حيث إن الصفيحة العربية تتحرك باتجاه الشمال والصفيحة الإفريقية تتحرك باتجاه الجنوب على طول فالق البحر الميت، كما يوجد منطقة تلاقي ثلاث صفائح؛ العربية والإفريقية والأناضولية المتمثلة في التقاء فالق شرق الأناضول وفوالق الإسكندرون والسويدية والبحر الميت في منطقة بحيرة العمق، إذاً هناك نشاط على هذه الفوالق، لكنه ضعيف حالياً مقارنة بما تم تسجيله قبل زلزال السادس من شباط.
أحمد: لكن النشاط وشدته يتغيران تبعاً لتغير الزمان والمكان
وذكر أن النشاط التكتوني المتعلق بحركة الصفيحة الأناضولية باتجاه الغرب مازال مستمراً، ويؤدي إلى حدوث هزات في عمق البحر المتوسط وفي البر التركي وبدرجة أقل في الداخل السوري واللبناني.
هزات ضعيفة الشدّة
ويرى د. أحمد أن الهزات التي تحدث حالياً هي نشاط طبيعي ضمن مرحلة لتراكم الطاقة على الفوالق الإقليمية وعلى الفوالق الداخلية التي تحتاج وقتاً طويلاً ربما لتفريغ الطاقة على شكل هزات قوية، والنشاط الحالي قد ينذر بحدوث هزات بقدر 4- 5 درجات على مقياس ريختر داخل لبنان وسورية، بينما الهزات القوية ما زال احتمال حدوثها يتركز على الحدود داخل البر التركي وانفتاح البحر الأحمر .
تراكم الطاقة
تشير الدراسات بعد زلزال 6 شباط إلى وجود تراكم للطاقة في الجزء من شمال فلسطين وجنوب لبنان، وذلك بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية المرتبطة بدراسة التشوهات السطحية المبنية على تسجيلات سرعة الانزلاق باستخدام محطات المراقبة لنظام التموضع الجغرافي و على الدراسات القديمة والتاريخية، لكن المؤشرات الحالية تنذر بهزات ضعيفة فقط ضمن هذه المساحة الجغرافية نظراً لنشاط أغلب الفوالق الفرعية التي تتحرك الطاقة ضمنها، حسب ما ذكره د.أحمد لكن يجب ألا ننسى أنه يوجد تراكم للطاقة على فالق البحر الميت والفوالق الفرعية، وقد تم تسجيل هزات على فالق سرغايا بقدر أقل من 3 ريختر، وهي هزات لا تشير إلى احتمالية وقوع هزات عالية أو متوسطة حالياً، لكن هذا النشاط موجود.
لا إمكانية لحدوث زلزال على المدى القريب
د. أحمد بيّن أن المؤشرات الحالية لا تدل على احتمالية حدوث زلزال قوي أو كبير في مساحة القطر، بما فيها لبنان والمنطقة شمال فلسطين، وحتى في الوسط التركي القدور المسجلة ليست بالدرجة التي تشير إلى إمكانية حدوث زلزال بقدر 6 درجات على المدى القريب، لكن هناك بؤر لزلازل مستقبلية مثل بؤرة شمال اللاذقية وشمال شرق لواء اسكندرون وكذلك منطقة أضنة التركية وبدرجة أقل شمال فلسطين وجنوب لبنان وعلى المدى المتوسط.
إذاً يمكن القول إن منطقة شمال اللاذقية والاسكندرون وأنطاكيا نشطة، بينما نشاط القسم السوري واللبناني أضعف مما هو عليه في لواء اسكندرون الذي يتصف بنشاط أضعف مما هو عليه في وسط تركيا.