على الرغم من الأزمة الاقتصادية.. يمكن زرع الفرحة في قلوب الأطفال
دمشق – دينا عبد:
يشكّل العيد مصدراً لفرحة الطفل وبهجته، التي تبدأ بالألبسة الجديدة التي يرتديها، وزيارة الأقارب وتناول الحلوى، وجمع العيديات، وزيارة أماكن التسلية والمطاعم، وتستبق فرحة العيد تفاصيل التجهيزات والتخطيط استعداداً لما سيقوم به من نشاطات، ما ينعكس إيجاباً على الكبار ويدخل في نفوسهم الغبطة والسرور وهم يرون في عيون أبنائهم اللهفة لقدوم يوم العيد..
د. إيمان نصور ( باحثة في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة) بينت خلال حديثها لـ”تشرين” أن الطفل يختصر العيد بتجهيز ثيابه وتحضير حذائه.
د. نصور: الطفل يفرح بأبسط التفاصيل وتسعده الأشياء المعنوية أكثر من المادية
إلا أنّه وبسبب الأزمة الاقتصاديّة التي فرضت تحديات كبيرة على عاتق الأهل الذين يعانون من ارتفاع الأسعار أثّرت على قدراتهم الشرائية، وأضاف على كاهلهم مزيداً من الأعباء، و فرض جملة من المتغيرات على الواقع المعيشيّ والعادات الاستهلاكيّة، لاسيّما في مواسم الأعياد، ومع ذلك يجب أن يبقى للعيد خصوصيّته لدى الطفل.
وهنا السؤال: كيف يمكن الاحتفال بالعيد وتجاوز كل الظروف الصعبة وزرع البسمة على وجه الطفل؟ تبين د. نصور أن الطفل يفرح بأبسط التفاصيل، وتسعده الأشياء المعنوية أكثر من الأشياء المادية التي نشتريها في الأعياد.
أفكار أقلّ تكلفة
هناك أفكار أقل تكلفة يمكن أن تزرع الفرح في نفوس الأطفال منها زيارة بيت الجدّ..
فبيت الجدّ الذي يضمّ العائلة جميعها يحظى بالحبّ والحنان، وقد اعتاد الأحفاد الذهاب إليه يوم العيد بالملابس الجديدة والحقيبة الصغيرة ليضعوا فيها السكاكر والعيديّة؛ وبيت الجد مأوى في الأعياد والمناسبات، ومصدر للشعور بالأمان وتلاقي العائلة مع بعضها.
وكذلك المشاركة في إعداد الحلوى
فمشاركة الأطفال للأمّ في إعداد بعض أنواع الحلوى، مثل الكعك والمعمول، من الأمور التي ستسعده كثيراً، وتشعر الأم بتلك السعادة عندما يتذوّق الطفل إنتاجه وصنع يديه، ويمكن الإفادة من وجود الطفل في المطبخ لتعليمه بعض المهارات المرتبطة بتحضير أطباقٍ معيّنة، وإرشاده إلى الأدوات التي لا يجب عليه استعمالها في عمره، وتعريفه على بعض المأكولات والشرح عن قيمتها الغذائيّة.
اللعب والتنزّه مع الأصدقاء
يمكن القيام بنشاطات ترفيهيّة للطفل من خلال اللعب والأنشطة في الهواء الطلق مع أصدقائه أو التنزّه معهم أو حتّى مشاركتهم ألعابهم، فالصداقة تشمل مشاركة التجارب والأفكار، ما يحفّز التطور المعرفيّ للطفل و يعزّز شعوره بالانتماء والقبول في جماعة الأقران، وتُشكّل هذه الثقة أساساً يمتدّ إلى جوانب أخرى من حياته.
تعلّم العطاء بمساعدة الآخرين
العيد بحسب ما ذكرت د. نصور هو أكبر من مجرّد ملابس جديدة وهدايا، ويمكن استثمار أيّامه لتعليم الطفل مهارات اجتماعيّة وإدخال الفرحة إلى قلبه بطرائق مختلفة دون إضافة أعباء ماليّة على العائلة عبر تذكير الطفل بأنّ العيد مناسبة للعطاء، وليس بالضرورة أن نملك مالاً كثيراً لنقدّم يد العون، فيمكن تقديم المساعدة من خلال التبرّع بالثياب لأطفال لندخل السرور إلى قلوبهم، وهم لا يملكون القدرة للحصول على قطعة جديدة، أو بلعبة من ألعابهم الجيّدة والجميلة أو من خلال تقديم رسمة معيّنة وكتابة معايدة عليها.
ويمكن القول: على الرغم من أنّ العيد يمرّ صعباً هذا العام، إلا أنّه من الممكن رسم البسمة على وجه الطفل، فهو ليس بحاجة إلى ملابس باهظة أو ألعاب جديدة ليشعر بسعادة لأنّ مفتاح السعادة الحقيقيّة إخبار أطفالنا بأننا سعداء بوجودهم معنا، ونشعر بالفخر في كلّ عمل يقومون به، والتركيز على أهميّة اجتماع العائلة وتبادل كلمات المعايدة في جوّ من المحبّة وتناول كعك العيد الذي التمت حول خبزه سيّدات الحي لصنعها ولنعيد فرحة العيد، البحث عمّا يبهج الطفل وربطه بطقوس العيد … فالعيد هو العيد مهما كثرت المنغصات والأزمات، وضحكة الأطفال هي الفرحة الكبرى التي تُحيي فينا الآمال.