جريمة شاملة أم جرائم محدودة!!

‏رغم أن العالم كله يتحدث عن خلاف بين أمريكا و«إسرائيل»، حول رفح، وحول نية «تل أبيب» بشأن عملية اجتياح شاملة عليها، إلا أن للأمر وجوهاً أخرى، أهمها أن واشنطن تشارك نتنياهو وتوافق معه، على ضرورة تصفية المقاومة، والقضاء عليها نهائياً، كما تتوافق معه على ضرورة تطهير رفح وقطاع غزة من المقاومين، لكنها تعلن أنها لن تقبل بعملية شاملة في رفح، لأنها ترفض تعرض المدنيين للخطر، خاصة أن أكثر من مليون ونصف فلسطيني محشورين في رفح الضيقة، ومحدودة المساحة، فما حقيقة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح؟ وإلام سيؤدي؟ وكيف سينعكس على الفلسطينيين في رفح وغزة؟
‏بعض الخبراء يرون أن عملية رفح بدأت، وأن القصف حولها ما هو إلا المرحلة الأولى التي تسبق الاجتياح، وطالما أن العملية بدأت، فما معنى احتجاج واشنطن عليها وإعلانها أنها لا تقبل بقيامها؟ وإذا تابعنا نتائج المفاوضات الأمريكية الإسرائيلية حول رفح؟؟ فإننا سنتأكد أن واشنطن تعلن أنها لا تقبل «عملية شاملة» في رفح، وتقترح بدلاً عنها «عمليات محدودة» تؤدي نفس الهدف، وتحقق لـ«إسرائيل» ما تريده من القضاء على المقاومة، وإخضاع كامل القطاع، وهكذا ربما تكون «إسرائيل» وأمريكا بدأتا تنفيذ عمليات رفح المحدودة تحت غطاء الإعلان عن خلافهما حول سلامة المدنيين وعدم تعريضهم للخطر، إنه الخبث الصهيوني- الأمريكي- الغربي الماكر.
‏«إسرائيل» تعلن وبكل وقاحة، أنها ستقوم باجتياح رفح وتدميرها بعملية شاملة، وأمريكا ترد أن من الأفضل تحقيق اجتياح رفح بعمليات محدودة، أي بالتقسيط، وبات العالم اليوم أمام احتمال ارتكاب «إسرائيل» جريمة شاملة في رفح، أو لجوئها مع واشنطن لارتكاب هذه الجريمة الكبرى بالتقسيط، أي عبر مجموعة جرائم محدودة ومركزة، وكل عاقل يدرك أن الجريمة الكبرى هي جريمة وعدوان، إن نفذت بشكل شامل، أو نفذت على دفعات، وعبر جرائم محدودة ومركزه، وطبعاً المجرم واحد وواضح.
‏ما يفوت الأمريكي والإسرائيلي أن اجتياح رفح، واستكمال تدمير القطاع، لن يؤدي إلا إلى ولادة أجيال جديدة من المقاومة، وقد أثبت الشعب العربي الفلسطيني أنه عصي على الإفناء والإنهاء، ومستعص على الخضوع والاستسلام، وأن «إسرائيل» بكل ما تفعله تزرع عوامل تدمير أمنها وأمانها، بما ترتكبه من جرائم شاملة أو محدودة، لأنه لا حل، ولا أمن، ولا استقرار، إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة، بإقامة دولة قابلة للحياة، وذات سيادة كاملة، وعاصمتها القدس الشرقية..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار