انخفاض استهلاك اللحوم لمصلحة الفروج .. وتلطيف الأسعار مرهون بوقف التهريب المستمر
حلب – رحاب الإبراهيم:
بين تهريب “العواس” إلى دول الخليج تحديداً، ودخول الفروج والبيض المهربين من لبنان إلى الأسواق المحلية، يبدو أن اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء ستغيب عن موائد أهل حلب الرمضانية، بعد بلوغ أسعارهما حدوداً غير مسبوقة ستجعل استهلاكها حكراً على فئات محددة، مع المَيل إلى شراء الفروج كونه أقل سعراً عقب بلوغ اللحمة حدود 200 ألف ليرة، نتيجة التهريب المتواصل على نحو يستنزف الثروة الحيوانية في مدينة حلب التي تمتلك أعداداً كبيرة تهرّب عبر منافذ معينة في ظل الأرباح المحققة للمهربين نتيجة تفضيل بعض الدول العواس السوري لطعمه الشهي، على حساب المواطن، الذي أصبح يشتري “اللحمة” بالأوقية وبكميات أقل أيضاً.
أمين سر الجمعية الحرفية للّحامين بحلب: سوق الأسماك بلا رقابة صحية وتموينية ولا علاقة للأعلاف بانخفاض سعر الفروج الأخير
أمين سر الجمعية الحرفية للحامين عبد الباسط قرموطة، بيّن لـ”تشرين” أن التهريب الذي يتم على مدار العام وليس في فترة محددة، يعد من أهم أسباب غلاء اللحوم الحمراء، التي ستنخفض فوراً بنسبة كبيرة عند وقف التهريب، الذي يؤثر على الخزينة والمواطن، وبالتالي لا بد من اتخاذ الإجراءات الكافية من قبل الجمارك والجهات المعنية لضبط التهريب منعاً لاستنزاف الثروة الحيوانية، وتمكين المواطن من معاودة تناول اللحوم من جديد.
انخفاض الاستهلاك
ولفت قرموطة إلى أن تصدير العواس قد يتسبب في غلاء اللحوم الحمراء أيضاً حاله كحال معظم السلع التي صدرت كالبصل والثوم، لكنه بالنهاية يعود بالنفع على الخزينة والمربين، لكن التهريب يلحق خسائر كبيرة بجميع الأطراف بمن فيهم اللحامون نتيجة انخفاض المبيعات من جراء ارتفاع السعر وانخفاض القوى الشرائية للمواطنين، الأمر الذي تسبب في إغلاق العديد من محلات بيع اللحوم نتيجة ضعف الطلب، الذي سيستمر خلال شهر رمضان الكريم أيضاً نتيجة ارتفاع أسعاراللحوم، فاللحامون لم تعد “توفّي” معهم ولم يعودوا قادرين على تأمين احتياجات معيشتهم اليومية من العمل في هذه المهنة.
وأشار قرموطة إلى انخفاض استهلاك أهل حلب من اللحوم بنسبة كبيرة نتيجة الغلاء وأيضاً عدم توافر الكهرباء، ففي السابق مثلاً كانت العائلات تشتري كميات كبيرة خلال شهر رمضان، لكن اليوم لا تشتري حتى كيلو واحد ويقتصر على كميات قليلة تصل إلى الأوقية وأحياناً طلب الشراء بخمسة آلاف ليرة من أجل تنكيه الطبخة بـ”روح” اللحم إن صح التعبير.
وطالب قرموطة بالسماح باستيراد المواشي من بعض الدول الصديقة لترميم الثروة الحيوانية التي هرّبت خلال سنوات الحرب، بحيث يستورد مقابل العواس المصدرة، وهو أمر كان معمولاً به سابقاً، إذا كان يستورد مقابل كل رأس رأسان من الغنم مثلاً، لافتاً إلى أن هذا الإجراء يحافظ على الثروة الحيوانية ويضمن تحقيق أرباح مقبولة للمربين ويسهم في زيادة التبادل التجاري مع الدول الصديقة في ذات الوقت.
غشّ اللحوم يصل إلى 100% في أسواق مدينة حلب
غش 100%
وعن غش اللحوم في مدينة حلب، أكد أمين سر جمعية اللحامين أن الغش في اللحوم يصل إلى 100%، ما يوجب اتخاذ الإجراءات المطلوبة لمنع غشها حرصاً على صحة المواطنين، ومنع غشهم في السعر والمواصفة، مبيناً أن سعر اللحوم الرخيص الذي يباع في العديد من الأسواق كسوق باب جنين الشعبي، يدلل بصورة واضحة على غشها، لكن رغم ذلك هناك الكثير من المواطنين يضطرون إلى الشراء منها لعدم قدرتهم على شراء اللحوم بسعرها المرتفع.
وأشار قرموطة إلى قرار اتخذته الجمعية الحرفية للحامين في حلب، سيكون له دور في تخفيض أسعار اللحوم يتعلق بالسماح بذبح أنثى العواس “الهرمة” ضمن شروط محددة تجيز ذبحها.
سوق الأسماك بلا رقابة
ونوه قرموطة بأن المشكلة الأكبر تكمن في سوق الأسماك، حيث لا توجد أي رقابة صحية أو تموينية عليها في ظل سيطرة بعض الأشخاص على سوقها، ما يتوجب مراقبة بيع الأسماك والتدقيق عند شرائها منعاً لأي مشكلات صحية قد تواجه المواطنين خلال شهر رمضان الكريم والأيام العادية أيضاً.
رهن الطلب
وفيما يتعلق بأسعار الفروج والبيض واحتمال معاودة الانخفاض خلال الفترة القادمة، بيّن أمين سر الجمعية الحرفية للحامين أن الفروج انخفض خلال الفترة الماضية لفترة محدودة بعد دخول هذه المادة تهريباً من لبنان إلى الأسواق المحلية، لكن فور ضبط عمليات التهريب عاود الفروج الارتفاع من جديد، مشيراً إلى أن زيادة الطلب على الفروج خلال الفترة القادمة نتيجة عدم مقدرة المواطنين على شراء اللحوم، سيزيد من سعرها ما لم تتخذ خطوات معينة لدعم قطاع الدواجن وتمكين المربين من معاودة الإنتاج بكميات تكفي السوق.
ونفى قرموطة أن يكون توافر الأعلاف عبر استيرادها سبباً في انخفاض سعر الفروج والبيض الأخير، بتأكيده أن الأعلاف متوافرة وبكميات كبيرة محلياً وليس استيراداً وبأسعار أقل من السابق، لكن غلاء سعر الفروج حالياً مرهون بزيادة الطلب والاستهلاك والدعم المقدم لقطاع الدواجن لاستمرارية الإنتاج والتربية.
وقد جالت “تشرين” في أسواق مدينة حلب لمعرفة أسعار اللحوم وسوقها، حيث تراوحت أسعار اللحمة بين 150 -200 ألف ليرة حسب نوعيتها وجودتها ومكان “الملحمة”، لكن المتفق عليه من قبل اللحامين التأكيد على أن سبب الغلاء يرجع إلى عمليات التهريب التي لا تتوقف بسبب الأرباح الكبيرة التي يحققها المهربون من تهريب العواس، في حين وصل سعر الفروج إلى 45 ألف ليرة مع توقعات للأسف بزيادته نتيجة زيادة الطلب عليه في ظل عدم قدرة أغلب العائلات على شراء اللحوم بأسعارها المرتفعة.
ت-صهيب عمراية