رصدت يومياتهم بعد الزلزال.. أرسم حلمي ..لوحات فسيفسائية متنوعة ومتناغمة ما بين براءة الطفولة وزهور متفتحة وسنديانات شامخة
اللاذقية – باسمة اسماعيل:
35 مشاركاً من الأطفال واليافعين من عمر 4 سنوات وحتى 14سنة بالمسابقة التي أطلقتها جمعية أرسم حلمي الفنية بعنوان ( الحياة اليومية في سورية) بعد زلزال 6 شباط 2023، لرصد الحياة اليومية في عيون الأطفال واليافعين في محافظة اللاذقية وبعد مرور عام على الزلزال تمّ الإعلان عن نتائج المسابقة وأسماء الفائزين بهذا المعرض الفني في مقر الجمعية في بسنادا – اللاذفية.
استخدم الأطفال واليافعون في لوحاتهم الـ 35 لوحة، تقنياتٍ مختلفة من/ألوان مائية -إكرليك -باستيل- زيتي وألوان خشبية…/على كرتون.. ولمواجهة الحزن كان الحب حاضراً ليس فقط في عيون المشاركين وأهاليهم والحضور، بل أيضاً باستضافة المعرض بمناسبة عيد الحب مجموعة من الأعمال الفنية اليدوية لسيدات جمعية أرسم حلمي، تضمنت أعمالاً قماشية من البقايا المستهلكة/نزّالات – جيابيات – حقائب – وسادات – علّاقات …الخ ومجموعة من الأصداف والحصى البحرية، تم الرسم عليها بألوان الإكريليك والزيت، وقلادات من الحصى البحري، وتضمن المعرض مجموعة من لوحات الحرق على الخشب /بورتريه للفنانة فيروز – بورتريه للفنانة أم كلثوم – بورتريه لـ غيفارا …الخ / ومشغولات مميزة من الصوف /ورود – تعليقات – مفارش ..الخ/ وأيضاً الرسم على الزجاج
وقارب عدد الأعمال مئة عمل فني.
المعرض بمجمله شكل لوحة فسيفسائية متنوعة ومتعددة الأنماط متناغمة، تناغمت فيها الأعمار ما بين طفولة بريئة وزهور متفتحة وسنديانات شامخة.
وأجمل ما في هذه اللوحة الفسيفسائية ضحكات الأطفال وتعابير وجوههم المفعمة بالأمل والمحبة رغم كل ما شاهدوه، محاولين تخطي مشاعر الحزن والخوف والهلع بالتعبير عن أحلامهم بغدٍ أجمل.
وأوضح الأطفال واليافعون الفائزون والمشاركون بالمعرض أنّ الرسم ساعدهم على إخراج مكنوناتهم، ومحاولتهم تجاوز ما رأوه والتأقلم معه.
وذكرت الفنانة التشكيلية هيام سلمان رئيسة جمعية أرسم حلمي الفنية أنّ لجنة خاصة من خارج الجمعية مؤلفة من الأستاذ الفنان علي مقوص والفنانة الدكتورة سوسن معلا والنحات ماهر علاء الدين، قامت بتحكيم رسومات المسابقة، حيث تم تقسيمها إلى 3 جوائز مالية لكل فئة، ليفوز 9 أطفال بالجوائز الأولى والثانية والتشجيعية،
حيث تمّ الإعلان عن نتائج المسابقة وأسماء الفائزين وتقديم الجوائز المالية خلال افتتاح المعرض الفني الذي تمّ فيه عرض جميع اللوحات المشاركة.
وأضافت: من أهم أهداف المسابقة دعم وتشجيع الأطفال على الرسم والتعبير عن مشاعرهم ومشاهداتهم حول مايحدث في حياتهم اليومية، وهذا ما بدا واضحاً في رسوماتهم التي عبّرت بكل صدق عما يجري في المنازل السورية خلال عام من الزلزال، وأهم ما ظهر في لوحات أطفالنا ألوانها الجميلة التي تدعو للتفاؤل والأمل بغدٍ أفضل، وبعرض اللوحات المشاركة بالمسابقة نكون قد حققنا ما ننشده من دعم نفسي للأطفال ضمن مجتمعاتهم العائلية والمحلية وبين أقرانهم، وتشجيعهم على التواصل الفعّال من خلال التعبير بالخط و اللون، ثم التحدث عما رسموه لكسر حاجز الخجل أو الخوف عند بعضهم، وتعزيز الثقة بالنفس عند آخرين، بالإضافة إلى أننا حرصنا من خلال المسابقة على أن نقول إنّ أطفال سورية مازالوا يرسمون واقعهم وأحلامهم.. يرسمون ما يعرفون لا مايرون، ولهذا تأتي لوحاتهم مليئة بالجمال والسحر .
وأشارت لجنة التحكيم إلى أنه تم اختيار الأعمال الفنية الفائزة بالجوائز وفقاً لمواهب الأطفال وقدراتهم التعبيرية حول الموضوع المطلوب، بالإضافة إلى مهاراتهم في استخدام الألوان المتنوعة.
الملاحظ تقارب المستويات بشكل عام، كما لاحظنا وجود لوحات خرجت عن موضوع المسابقة، وتم استثناؤها من التحكيم.
حرصنا كلجنة تحكيم على أخذ الأعمار بالحسبان، فكان بين الفائزين أطفال من الشرائح العمرية المختلفة.