مُتخصص بالسلف «الجميل» فقط!!

في نظرةِ تأملٍ سريعة على المشهد النقدي في السّاحة الثقافية السّورية، وتحديداً في مجال نقد النّص الشعري، فإنّ ثمة حيرةٌ، ستنتابُ هذا “المتأمل” من نوبة “الحرن” الطويلة التي أصابت النقاد السوريين، الذين توقفوا عند النتاج الشعري لشعراء “جيل الثمانينات” وما دون هذا الجيل وصولاً في الماوراء في رحلة بعيدة في الماضي السحيق.. حتى أنّ الحماس يذهبُ بالكثير من هؤلاء النقاد باتجاه البعيد البعيد، الذي قد يصل للبحث في توجهات القصيدة خلال العصر العباسي، وصولاً في هذه الحركة الورائية إلى نتاج القصيدة خلال فترة عصور ما قبل الإسلام..
حيرةٌ قد تطول حتى نعرف أسبابها، لاسيما في هذا “الترفّع” عن تناول النتاج الشعري الجديد، ابتداءً من أوائل سنوات تسعينات القرن الماضي إلى اليوم.. وكأنّ النتاج الجديد لا يعدو عن كونه “سقط متاع”.. ربما من هنا نفسّر هذا الإمتعاض، والحزن، والنرفزة في خطاب القصيدة المنتجة خلال العقود الثلاثة الأخيرة..!
تجاهل تعمدّهُ نقّاد الدراسات الأكاديمية على وجه التحديد، لتبقى مهمات التعريف بالنتاج الشعري الجديد من مهام المتابعات الصحفية، التي غالباً ما تنتابها نوبات العجلة والشللية والأخوانيات!

تجاهلٌ؛ أكادُ أقول يبدو مُتعمداً، وعن سابق تصوّر وتصميم، باعتبار النقاد – الأكاديميين تحديداً- غالباً ما حرنوا عند ما أطلقوا عليه زوراً “الزمن الجميل”، ومن ثم ظلوا يجترون الأسماء ذاتها، حتى أنه يتم تقديم الدراسات عن الدراسات حول نتاج “الفطحل” عينه على مدى عقود..
صحيحٌ هناك من تناول قصيدة التسعينات وما بعدها التي جحدها الجميع حتى كادت أن تضيع في زواريب التشرد الثقافي، غير أنها كانت من الندرة بمكان، ولم تقرأ شمولية المشهد الشعري السوري ككل، وإنما قراءة لبعض أسماء بعينها، لاسيما النتاج الشعري النسوي على وجه التحديد، أو قراءة في تجارب أسماء شعرية “مُكرسة” من عقودٍ سابقة، فيما بقيت نصوص شعراء وشاعرات العقود الثلاثة الأخيرة من الألفية الثالثة كأغصانٍ مقطوعة من شجرة النقد!!
هامش:
……….
هذا
العمرُ كذبةٌ قصيرة،
أو
حلمٌ بعيدٌ جداً..
قصيٌّ بقدر وطن الطفولة،
قريبٌ.. قريبٌ بقدر
رأس خنجر أو رصاصة!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار