سفارة كوبا في دمشق تحتفل بعيدها الوطني بمشاركة مدارس أبناء الشهداء.. السفير رودريغيس: امتياز استثنائي أن نستذكر معاً انتصار الثورة الكوبية
دمشق – هبا علي أحمد:
انطلاقاً من عمق العلاقات المتجذرة والتآخي والروابط التاريخية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية كوبا الصديقة منذ عهد القائد المؤسس حافظ الأسد إلى عهد السيد الرئيس بشار الأسد، نظمت السفارة الكوبية في دمشق فعالية في مدارس أبناء الشهداء، ظهر اليوم، بمناسبة العيد الوطني لجمهورية كوبا وانتصار ثورتها ضد قوى الإمبريالية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال الفعالية، قالت اللواء لميس رجب، مديرة مدارس أبناء وبنات الشهداء: فخر عظيم لنا في هذه المدارس أن نشارك كوبا الصديقة في عيدها الوطني والذكرى الخامسة والستين لانتصار ثورتها التي كان لها الأثر الكبير في نفوس الكوبيين والكثير من الثائرين في العالم لانتصارها على هيمنة الولايات المتحدة والقضاء على حكم العميل الأمريكي باتيستا، وتم تحقيق هذا النصر بقيادة القائد فيديل كاسترو، ومجموعة من الثوار الذين استطاعوا بفضل نضالهم وتضحياتهم ودمائهم الطاهرة أن ينجزوا استقلال كوبا.
وأضافت رجب: رغم الانتصار الكبير لثورة العدالة والحرية والسيادة والإنسانية لا تزال أمريكا مستمرة بنهجها الاستعماري، حيث فرضت على كوبا حصاراً خانقاً على كافة النواحي، ومع ذلك تمكن الشعب الكوبي الصديق من تحدي هذا الحصار بفضل عقيدته وانتمائه وتضامنه وحبه لبلده، حيث حقق الكثير من الازدهار والنهضة والتقدم في كافة المجالات ولاسيما على الصعيد الطبي والعلمي، إذ لا يمكن للإمبريالية أن تكون سيدة في كوبا ولا يمكنها أن تقهر إرادة الشعب الكوبي.
وتابعت: دماء شهدائنا أساس صمود الوطن، وستكون المنارة التي تنير طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل، وعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غداً أمناً ووحدة وحرية.. فالمجد لشهداء سورية الأبرار وشهداء جمهورية كوبا الصديقة الذين ضحوا بحياتهم من أجل الثورة.
ووجهت اللواء رجب الشكر لكوبا الصديقة على وقوفها الدائم معنا والداعم لنا وتعاونها معنا في كافة المجالات.
بدوره، وجه سفير جمهورية كوبا في دمشق، لويس ماريانو فرنانديس رودريغيس الشكر لمدارس أبناء وبنات الشهداء على عملها المتفاني، مؤكداً أن الفعالية ما هي إلا انعكاس للمودة والصداقة والتضامن بين الشعبين الشقيقين في سورية وكوبا، اللذين يناضلان وينتصران رغم الاعتداءات والعقوبات التي تعرضا لها طوال هذه السنوات.
وقال: إنه لشرف كبير وامتياز استثنائي أن نستذكر هنا معاً أهم الأحداث في تاريخ كوبا وأمريكا اللاتينية وهو انتصار الثورة الكوبية التي قادها الرئيس الراحل فيديل كاسترو مع شعبه، إذ نحتفل في الأول من كانون الثاني القادم بالذكرى الخامسة والستين لانتصارها.
وأضاف السفير: كل الأسباب في العالم تجعلنا ننظم هذه الفعالية في هذه المؤسسة الرمزية مدرسة أبناء الشهداء في سورية، لأن الأطفال والشباب في سورية كانوا ولا زالوا محور اهتمام التحولات والتغيرات الاجتماعية التي حدثت في كوبا بعد الثورة بتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، ولأن الأطفال كما قال البطل الوطني في كوبا خوسيه مارين هم أمل العالم، تماماً كما أطفال غزة الذين يواجهون إبادة جماعية من قبل «إسرائيل» تحت حماية الإدارة الأمريكية.
وأشار رودريغيس إلى أن المؤسسات التعليمية في كوبا ومدارس أبناء الشهداء في سورية يتشاركون في نفس القيم والمبادئ، فبالإضافة إلى المعرفة وتنمية القدرات المعرفية والفكرية يتم تربية الأجيال الجديدة على مبادئ حب الوطن والتضامن والصداقة والسلام، وأن نكون رجالاً ونساء مواطنين صالحين ومفيدين للمجتمع.
وتابع: كما تعلمون لم يكن من السهل طوال سنوات من الثورة أن نمضي قدماً على طريق التحولات الاجتماعية والسبب الأساسي الذي يعيق التنمية والرفاهية عن الكوبيين وعلى نحوٍ خاص الأطفال هو الحصار الأمريكي المفروض على بلدنا منذ أكثر من 60 عاماً والمرفوض بشدة من قبل غالبية المجتمع الدولي، لافتاً إلى أنه على الرغم من التأثيرات السلبية للإجراءات العدائية التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد كوبا فقد تم تحقيق إنجازات مهمة في العديد من المجالات، إضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الـ 65 من الثورة.
ونوه السفير الكوبي إلى تواجد الكثير من الأطباء الكوبيين في 64 دولة لمساعدة المحتاجين طبياً، إضافة إلى معلمين وأشخاص من مختلف المجالات في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط بهدف تقديم شتى أنواع المساعدات، إلى جانب دعم كافة القضايا العادلة للحركات التحررية والثورية.
وتضمنت الفعالية عرضاً مصوراً لكلمة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بمناسبة الذكرى ال٦٥ لانتصار الثورة الكوبية، إلى جانب مواد فيلمية عن سورية وكوبا ومجازر الصهيونية في فلسطين المحتلة، والعديد من الأناشيد والأغاني الوطنية التي أداها كورال مدارس أبناء وبنات الشهداء، واللوحات التمثيلية، إضافة إلى نشاطات أخرى.
حضر الفعالية نائب وزير الخارجية والمغتربين وعدد من مديري الإدارات في وزارة الخارجية، وضباط من الجيش العربي السوري، إلى جانب عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق، وجمع من طلاب مدارس أبناء وبنات الشهداء.
ت: يوسف بدوي