إلزام الطلاب بالتسديد عبر”الدفع الإلكتروني” أوجد الطوابير في المصرف التجاري رقم (4) في حمص

حمص- ميمونة العلي:
في أي يوم تقصد أحد فروع المصرف التجاري الخمسة المنتشرة في حمص، سوف يتلقفك الازدحام الشديد غير المسبوق في مثل هذه الأوقات من العام، والسبب كما علمنا من بعض المنتظرين في الطوابير في الفرع رقم (4) هو إلزام جميع الطلاب الجامعيين (عاماً، موازياً، مفتوحاً، خاصاً) بالتسديد عن طريق الدفع الإلكتروني.
الطالب أحمد عبد المولى سنة ثانية في كلية الحقوق (تعليم موازي)، أوضح أنه يقف في “الطابور” منذ الثامنة والنصف صباحاً وفقد الأمل بعد أربع ساعات انتظار في أن يستطيع تسديد الرسوم في اليوم ذاته، وأن الازدحام بهذا الشكل الخانق في هذا العام فقط، في حين أن الأعوام السابقة شهدت ازدحاماً، ولكن كان مقبولاً أن ننتظر لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، أما اليوم فتحتاج يومين أو ثلاثة، آملاً اتخاذ خطوات عملية قابلة للتطبيق، كأن يتم تسجيل دور لليوم الثاني، حتى لا يفقد من انتظر يوماً كاملاً دوره في اليوم التالي، والمشكلة كما يرى أن القرار صدر بإلزام طلاب التعليم الموازي بالتسديد من ١٢/١٠/٢٠٢٣ وحتى   ٢٨/١٢/٢٠٢٣ وجاء قرار العطلة الطويلة التي تبدأ من ٢٤/١٢ ليزيد الازدحام ويجعل الوضع لا يطاق .
سمر أحمد من كلية الهندسة البترولية – تعليم عام، جاءت لتسدّد رسم التسجيل، وبيّنت أنه في هذا العام فقط، تم إلزام جميع الطلاب بالدفع الإلكتروني، بينما في السابق كان يتم الدفع لدى كوة المحاسب في الكلية، راجية أن يتم إيجاد حلّ، فالأوكسجين داخل المصرف يقلّ وتشعر بالدوار ولا تستطيع تأجيل الدفع، مبينة أنها تقف في الدور منذ أربع ساعات.
بدوره، أوضح مدير فرع المصرف التجاري رقم (٤) محمد أسعد الزغبي، أنه لا يمكنه التصريح إلا بعد الحصول على موافقة من الإدارة العامة بدمشق، ولكن سألناه عن سبب هذه الفوضى العارمة، فأشار إلى أن عدد طلاب جامعة البعث كبير جداً، وتم إلزامهم جميعاً بتسديد الرسوم السنوية عن طريق الدفع الإلكتروني، وهذا العام ولأول مرة، تضاف شريحة طلاب التعليم العام، ما يشكّل ضغطاً كبيراً على موظفي البنك و المراجعين و الطلاب معاً.
وما علمناه خلال التقصّي عن أسباب الازدحام من بعض المنتظرين في الدور، أنه في البداية صدر قرار بإلزام جميع الطلاب بفتح حساب مصرفي في أحد المصارف للدفع الإلكتروني للرسوم، ولما تبيّن خلال التطبيق، أن هذا الموضوع شكّل زحمة خانقة، تم التراجع عن القرار بالسماح بالتسديد على حساب الجامعة المسجّل فيها الطالب، أو عن طريق حساب أحد أقاربه، إن رغب بذلك.
الدفع الإلكتروني ظاهرة حضارية، ولكن يجب أن نهيئ لها سبل التطبيق بعيداً عن الطوابير، فلا يمكن لطالب جامعي أن يقضي يومين من وقته، ونحن في خضمّ امتحانات الجزء العملي وعلى أبواب الامتحانات النهائية، في الانتظار بالطوابير ليسدّد رسم التسجيل، عدا عن الضرر اللاحق بالمراجعين الآخرين، فهل ثمة حلّ؟!