في اليوم الـ24.. الكيان يُصعّد عدوانه جواً .. وأميركا تبداً جولة اتصالات جديدة في المنطقة
تشرين – مها سلطان:
فيما يتواصل العدوان الصهيوني الدموي على قطاع غزة في يومه الـ24، مخلفاً المزيد من الشهداء والجرحى، بدأت أميركا جولة جديدة من «الجهود» في المنطقة، وبعبارة أدق مفاوضات مع مسؤولين فيها حول مجريات جبهة غزة، لكن من دون إعلان تفاصيل أو ذكر المسؤولين بالأسماء، وإن كنا لا نحتاج كثير عناء لمعرفة المعنيين، ومن دون حاجة لأن يخبرنا عن ذلك مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان باعتبار أنه هو من ينسق هذه الجهود حسب قوله، ومنها اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد.
ولم يتطرق حديث سوليفان إلى مسؤولين إسرائيليين باعتبار أن الاتصالات بينهم وبين بايدن يومية ومباشرة.. وأيضاً باعتبار أن أميركا فعلياً هي من يدير العدوان على غزة.
يأتي ذلك فيما تتواصل ردود الفعل حول ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، ومدى صحته، وما إذا كان مُلغماً بالتضليل لناحية خداع المقاومة الفلسطينية لدفعها باتجاه الاطمئنان والاسترخاء، وبما يوفر للعدو الصهيوني عنصر المفاجأة في توقيت تنفيذ العدوان البري.
وإذا صحّ ما نشرته الصحيفة الأميركية فهذا إعلان هزيمة مُسبق، له ما بعده.
وكانت «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن الكيان الصهيوني سيستعيض عن العدوان البري الموسّع بتوغلات محدودة، بناء على اقتراحات أميركية قدمها مسؤولون أميركيون، أبرزهم وزير الدفاع لويد أوستن.
وحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من افتقار خطة الغزو البري الصهيونية إلى الأهداف القابلة للتحقق، مؤكدين أن التوغلات البرية التي ينفذها جيش الكيان الصهيوني هي أصغر حجماً مما يقوله متزعمو هذا الجيش للمسؤولين الأميركيين، بمعنى أن هذه التوغلات لا قيمة لها ميدانياً، وسبق أن وصف بايدن خطة الغزو البري بأنها هشة، مشككاً بقدرة وجاهزية الجيش الصهيوني لتنفيذ هجوم بري واسع النطاق.
بالمقابل، نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين في «البنتاغون» أن الكيان الصهيوني ينفذ، كما يبدو، عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع صغيرة داخل غزة لتحديد مواقع عناصر المقاومة والاشتباك معهم، وكذلك تحديد نقاط الضعف لديهم، وبمجرد اكتشاف نقاط الضعف والثغرات سيتم تنفيذ الهجوم البري.
ولكن في الميدان، فإن الغلبة لمن ينصح الكيان الصهيوني بالتخلي عن الهجوم البري، وفي هذا الإطار تقول مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: إن الهجوم البري دونه تحديات كبيرة، في مقدمتها طبيعة القتال ذاتها، موضحة أن غزة مكتظة بالأبنية والسكان، وفي شوارعها الضيقة ومبانيها المتلاصقة سيتم تحييد عدد من المزايا بالنسبة للجيش الصهيوني، في السرعة والاتصالات والمراقبة وقوة النيران البعيدة المدى، وبناءً عليه فهو سيحتاج إلى تفكيك قواته، بمعنى تقسيمها إلى فرق، التي ستصبح بعد ذلك بمواجهة مجموعات صغيرة من المقاومة.. بينما وصفت «فورين بوليسي» القتال في الأنفاق بالكابوس.
وسبق للجيش الصهيوني، في الأيام الماضية، أن اختبر مرتين على الأقل مسألة التوغل براً ليعود بخسائر فادحة، ولتعيد واشنطن إليه النصيحة نفسها، هي نصيحة عدم المقامرة بهجوم بري ستكون نتيجته هزيمة أخرى مذلة للكيان الصهيوني