«العرجوم» مصدر أساسي للتدفئة في طرطوس.. ما بين المتوارث والسائد المزارع هو الخاسر الأكبر
تشرين- وداد محفوض:
في ظل تراجع مخصصات مازوت التدفئة خلال السنوات الأخيرة، عاد “العرجوم” ليتصدّر المشهد خلال فصل الشتاء كمادة أساسية للتدفئة، لرخص ثمنه مقارنة بالحطب والمازوت، وخاصة في المناطق الجبلية، وهنا أصبح “العرجوم” موضع تنافس بين المزارع وأصحاب المعاصر، و” الشاطر” من يحظى به من دون مقابل .
وخلال هذا الموسم تراجعت كميات العرجوم الناتجة مقارنة بالموسم الماضي، الذي اتسم “بحمل غزير”، حيث بلغ الإنتاج من الزيتون في طرطوس ١٠٧٠١ طن، بينما كان الموسم الماضي ٢٥٠ ألف طن، وبالتالي كانت كميات الزيت قليلة وكذلك العرجوم، وباعتباره من أهم مصادر التدفئة في المحافظة ما دفع أصحاب المعاصر لاستثماره ليشكّل لهم دخلاً كبيراً أهم من زيت الزيتون نفسه، وقد ارتفع ثمنه خلال الموسم الفائت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف نتيجة الطلب عليه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل العرجوم من حق صاحب المعصرة أم المزارع؟
أمام هذا الواقع يعوّل المزارع من جهة وصاحب المعصرة من جهة أخرى، على أن تكون مادة العرجوم لهذا العام من نصيبه، لأن كليهما يعده أساس الربح.
وحددت محافظة طرطوس أجور عصر الزيتون بنسبة 9% من الزيت لصاحب المعصرة أو ما يعادلها نقداً عن كل كيلو زيتون أخضر” 825″ ليرة، أما إذا قام المزارع بنقل المحصول على نفقته الخاصة، فيتقاضى صاحب المعصرة 8% من الزيت.
“تشرين” التقت رئيس دائرة الأشجار المثمرة المهندس محمد عبد اللطيف، الذي بيّن أن أجور عصر الزيتون هي بنسبة بين 8- 9 بالمئة لصاحب المعصرة أو ما يعادلها نقداً عن كل كيلو زيتون أخضر«828» ليرة، إن قامت المعصرة بنقل الزيتون الأخضر إلى المعصرة ونقل الزيت منها، لكن في حال قام المزارع بنقل المحصول على نفقته الخاصة يتقاضى صاحب المعصرة بين 7- 8 بالمئة من الزيت عن كل كيلو من الزيتون.
وتبقى محافظة طرطوس الأعلى أسعاراً بين المحافظات المجاورة، فأجور العصر في المحافظات المجاورة لا تتعدى 5 بالمئة والناتج «العرجوم» من نصيب المزارع، أما في طرطوس فهناك إجحاف بحق المزارع، إذ إن العرجوم من حق المعاصر بتقليد وثقافة وعُرف سائد متوارث.
عبد اللطيف بيّن أن سعر الطن الواحد من العرجوم غير المجفف (الرطب) 400 ألف ليرة. فيما علمت “تشرين” أن العرجوم بيع بمزايدة في معصرة اتحاد الفلاحين بالشيخ بدر بمبلغ مليون وسبعة آلاف ليرة للطن، وأسعاره في السوق تخضع للعرض والطلب وهي متفاوتة .
وأكد أن العرجوم من حق أصحاب المعاصر، لأن المعصرة هي من تقوم بالتخلّص من مياه الجفت عن طريق رشّها في الأراضي الزراعية، وفق الكميات المحددة لكل 50م (3 مياه جفت لكل هكتار من نواتج المكابس) و80م (3 مياه جفت لكل هكتار من نواتج معاصر الطرد المركزي) على نفقتها الخاصة، موضحاً أن دعم المازوت لا يتجاوز 10 بالمئة من مخصصات العام الماضي، وهذا يشكل عبئاً كبيراً عليهم.
رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس فؤاد علوش أشار إلى أن التسعيرة مركزية، ويحق للفلاح أن يحصل على “عرجومه” بالكامل حسب النسبة والمعصرة، وفي حال رفض صاحب المعصرة يجب على الفلاح تقديم شكوى للاتحاد لاتخاذ الإجراءات المناسبة، موضحاً أن نقل مياه الجفت من المعاصر هو مسؤولية أصحاب المعاصر.