مزارعو التفاح بين «مطرقة» التكاليف و«سندان» التقنين .. «كهرباء حمص» تنفي وجود إمكانية فنية لإعفاء من لم يشملهم «تقنين البرادات»
تشرين: ميمونة العلي:
قبل عامين لبّت الجهات المعنية مطالب فلاحي التفاح في محافظة حمص، بضرورة مراعاة برنامج التقنين الكهربائي فترة إدخال التفاح إلى البرادات، لأن تشغيل المولدات لتبريد التفاح بشكل دائم يضاعف تكاليف حفظه على الفلاحين، وخاصة أن معظم مزارعي التفاح حوّل غرفة في منزله إلى براد لحفظ نتاجه من التفاح لئلا يبيعه في موسمه بربع التكلفة، والكثير منهم لا يملك مولدة “ديزل”، ما جعلهم يعزفون عن تخزينه ولاحقاً يقبلون على قلع أشجار التفاح، وخاصة مع موجات البرَد في فترة النضوج أو موجات الرياح والصقيع فترة الإزهار، حيث التعويضات لا تفي ثمن المبيدات، ناهيك بأجور الفلاحة والنقل واليد العاملة، وتمت تلبية طلب مزارعي التفاح حينها وإعطاؤهم برنامج تقنين ٣/٣من ١/٩/٢٠٢١حتى ١٥/١٢ من العام ذاته، حيث لا قدرة على تشغيل محركات “الديزل” بشكل دائم لمن يملك منهم مولدة، وفي الموسم التالي، أي العام الفائت تمت الاستجابة لطلبهم من قبل وزارة الكهرباء وإعطاؤهم برنامج تقنين ٢/٤من١٥/٩/٢٠٢٢حتى١٥/١٢ وحال أصحاب البرادات يقول:( الكحل أفضل من العمى)، ولكن هذا الموسم لم يتم إعطاؤهم أي برنامج تقنين يراعي حاجتهم للكهرباء.
ويضيفون في شكواهم لـ”تشرين” أنهم يناشدون الجهات المعنية أن تتم مراعاة برنامج التقنين الكهربائي الخاص بالبرادات، لأن هذا ينقذهم من خسائر محققة، ويؤكدون أنهم لا يحتاجون تقنيناً خاصاً بالبرادات إلّا في فترة إدخال التفاح، متسائلين: هل عجزت “كهرباء حمص” عن تلبية حاجتنا على هذا النحو، وخاصة أن معامل المدينة الصناعية في حسياء معفاة من التقنين، فضلاً عن بعض معاصر الزيتون وبعض معامل الكراسي وتذويب البلاستيك، التي تنعم ببرنامج تقنين خاص، بذريعة توافق خط كهرباء المعمل “كذا” مع خط المياه بالمصادفة المحضة ومن دون تدخل الإرادة البشرية بذلك مثلاً، ويضيفون نحن من نتحمل تبعات هذه الخسائر.لمَ أَعطونا في الموسمين السابقين ومنعوا ذلك عنا من دون سابق إنذار؟!.
“تشرين” تواصلت مع مدير زراعة حمص م.يونس حمدان، فبين أنه تم توجيه كتاب إلى محافظة حمص بهذا الخصوص لتمكين الفلاحين وأصحاب البرادات من تبريد التفاح، كما حدث العام الماضي والعام الذي سبقه,وتم توجيه كتاب إلى محافظة طرطوس أيضاً لمراعاة البرادات التي تتغذّى كهربائياً من طرطوس.
من جانبه أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع الكهرباء في محافظة حمص بشار العبدالله أنه تمت مخاطبة شركة كهرباء حمص بهذا الخصوص والتي بدورها خاطبت الوزارة فكان الرد شفهياً بأن “أعطوهم حسب المتوفر”.
ويؤكد الفلاحون المشتكون أنه تم إعطاء بعض البرادات -ويركزون على كلمة بعض -لمدة قصيرة جداً، لا تتجاوز الأسبوع من أول الشهر العاشر تقنيناً لمدة ساعتين كل أربع ساعات قطع -في بعض مناطق التفاح وليس في جميعها- ثم عادوا إلى التقنين العام ساعة/بخمس ساعات.ويطالب الفلاحون بإنصافهم وتعديل برنامج التقنين إلى ٢/٤خلال فترة إدخال التفاح إلى البرادات، لأن مخصصات المازوت -إن وجدت- لا تكفي لتشغيل المولدات المدة الكافية للحفاظ على درجة تبريد، تحفظ الثمار من الهبوط والرخاوة، وبالتالي يصبح التفاح غير صالح للاستهلاك البشري.
مدير شركة كهرباء حمص المهندس محمود حديد بيّن أنه تم تطبيق برنامج تقنين خاص بالبرادات من ٢٠/٩ ومستمر حتى ١٥/١١ بمعدل ساعة ونصف تغذية مقابل أربع ساعات ونصف قطع، وأحياناً ساعتا تغذية مقابل أربع ساعات قطع بحسب المتوفر على خطوط (عيون الوادي ،مريمين،كفرام،خط شين) وغيرها من الخطوط، وأضاف: إذا كانت هناك برادات لم يتم إعفاؤها من التقنين وفق برنامج جزئي للإعفاء، فبسبب عدم وجود إمكانية فنية للإعفاء،وأكد أنه لا يتم في شركة كهرباء حمص إعفاء أي مركز تحويل أو مخرج خاص إلا بموجب موافقات أصولية.
والجدير بالذكر أن حمص أنتجت ١٢٥ألف طن من التفاح الموسم الماضي محقّقة المركز الأول في الإنتاج بين المحافظات، بينما انخفضت توقعات إنتاج الموسم الحالي عن الموسم السابق بأكثر من ٤٥ ألف طن، فقد صرح مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان أن توقعات إنتاج العام الحالي من التفاح بلغت ٨١ألف طن بصنفين أساسيين (الغولدن والستاركن)، و يبلغ عدد البرادات حوالي ٣٥٠براداً، يعمل منها ٣٣٥ بطاقة تخزينية ٢٧ألف طن تقريباً، وعزا أسباب انخفاض الإنتاج إلى المعاومة والبَرَد الذي أصاب بعض المناطق، ما سبب تشوهاً في ثمار التفاح وصغر حجم الثمرة، فضلاً عن تأثيرات موجة الحرّ ودرجات الحرارة العالية التي حدثت الصيف الفائت.