من إعلام العدو: من الأفضل أن ندرك الحقيقة.. “إسرائيل” لن تكون قادرة على تحقيق انتصار على الأقل في هذا الوقت

ترجمة وتحرير غسان محمد:

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أسبوعه الثالث، تتواصل التحذيرات داخل كيان الاحتلال من مغبة توسع دائرة الصراع، والتورط في حرب إقليمية متعددة الجبهات، وتحت عنوان هذا “من الأفضل أن ندرك الحقيقة: “إسرائيل” لن تكون قادرة على تحقيق انتصار على الأقل في هذا الوقت” كتب الجنرال احتياط دورون ماتسا في صحيفة “معاريف”، أنّ “إسرائيل” لن تتمكن من الانتصار في الحرب على غزة.
وأضاف: لا شك أن هذا كلام صعب وبالتأكيد لا يحظى بشعبية، لكن الاعتراف بالواقع أفضل من الاصطدام به، فالهدفان الرئيسيان اللذان تم تحديدهما في الأيام الأولى من الحرب، يتلخصان في تفكيك القدرات العسكرية لفصائل حركة حماس الفلسطينية، إلى جانب إعادة هيكلة الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، والحقيقة هي أن هذين الهدفين لم يكونا أكثر بعداً مما هما عليه اليوم.
وتابع ماتسا قائلاً: أجلّت “إسرائيل”، المناورة البرية في قطاع غزة، ومن المؤكد أن الضغوط الأميركية وقضية الأسرى كان لهما تأثير كبير في ذلك، لكن الأمر أكثر تعقيداً، فالسبب الرئيسي لتأجيل التحرك البري ينبع من الفهم الذي يتغلغل في الذهن مع مرور الأيام، وهو أن محاولة تأطير الحرب على أنها صراع محلي بين “إسرائيل” وغزة، قد فشلت، وأنها حرب إقليمية واسعة النطاق ستكون لها آثار دولية.
لذلك، فإن بداية المناورة الأرضية ستكون، مثل فتح زجاجة “شمبانيا” تعرضت لاهتزاز كبير، وليس من الواضح ما إذا كان سيكون هناك ما يكفي من الكؤوس لاحتواء السائل الذي سينسكب بقوة كبيرة، ببساطة سيؤدي بدء المناورة البرية فوراً إلى توسيع المواجهة وتحولها إلى حرب إقليمية.
من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة لم تعد قوة رادعة، لا لإيران ولا لغيرها، وتصريحات بايدن “لا تهز القلوب” في “إسرائيل”، ولا حتى في بيروت أو طهران، حتى مع إرسال حاملتي طائرات وخطابات الدعم، ونتيجة لذلك، فإن القيادة الإسرائيلية في مأزق: فهي عالقة بين الهدف المحدد للحرب، وهو تدمير المقاومة الفلسطينية، وإنشاء نظام إقليمي جديد، وبين إدراك حقيقة أن هذه الخطوة يمكن أن تورطها في حرب إقليمية، ليست مستعدة لها، وغير قادرة على التعامل معها بمفردها، بالتالي، فإن “الطريق الوسط” هو استمرار الحصار على غزة والغارات الجوية.
ينبغي أن يكون مفهوما، أن “إسرائيل” ليست معتادة على هذه الخطوة عسكرياً، فهي طويلة ومُرهقة، وستنجر إليها بهدف تقليص مخاطر الوضع القائم، ومن المشكوك فيه أن تؤدي هذه الخطوة إلى جعل المقاومة الفلسطينية ترفع الراية البيضاء، كل ما في الأمر أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تدمير قطاع غزة وتحويله إلى منطقة منكوبة. ومعنى كل هذه الأمور أن “إسرائيل”، في هذه المعطيات لا تستطيع أن تفرض أو تتبنى “منطقاً” يقوم على الحسم من جانب واحد، مقابل أعدائها.
على أن التغيير الكبير هو أننا قمنا بتغيير الجولات الصغيرة منخفضة الشدة إلى جولات كبيرة عالية الشدة، لكن هذا لا يغير حقيقة أننا نبتعد عن إمكانية إنهاء الحرب بالطريقة التي تصورناها لخط النهاية، والخلاصة هي أن ما يتحول بشكل متزايد إلى “جولة كبيرة” في قطاع غزة و”جولة صغيرة” ضد حزب الله في لبنان، لن يكون سوى عود الثقاب أو الضغط على الزناد.
ما يحصل، يعتبر أحداثاً مهمة، ينبغي أن تقود إلى عملية تغيير عميقة في “إسرائيل” على كل المستويات: تغيير نفسي واجتماعي من شأنه أن يعوّد الجمهور على الحرب، وتغيير في الجيش الإسرائيلي لجهة إعادة بنائه سريعاً لمواجهة الصراعات الفرعية التي ستأتي بسرعة، وتغيير في التصور على المستوى السياسي فيما يتعلق بمكانة “إسرائيل” في المنطقة وطبيعة الصراع، وربما أيضاً تغيير في الموقف، وشكل الخريطة السياسية.
هذه عملية طويلة الأمد وينبغي أن تعيد بناء “إسرائيل” لمواجهة الواقع الجديد للشرق الأوسط “القديم”، وهي ليست مستعدة في الوقت الحالي لذلك، وهذه الحقيقة ينبغي أن تُقال للجمهور، حتى لو كانت صعبة الهضم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار