يوفر القطع الأجنبي وقابل للاستثمار .. إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج (ورق) صديق للبيئة مشروع لطلاب من جامعة حلب
تشرين- مصطفى رستم:
تمكن طلاب دراسات عليا بكلية الهندسة الزراعية في جامعة حلب من استكمال مشروع علمي، يهدف إلى إعادة تدوير سعف النخيل الذي يتم تقليمه ثلاث مرات في العام، وتدوير القصب البري المنتشر بمحيط المجاري النهرية، للوصول إلى منتج ورقي صديق للبيئة وبمواد كيميائية بكميات قليلة جداً، ما يعطي جودة أفضل وذلك لاحتواء المنتج على نسبة ألياف وسيللوز أعلى من نسبة الورق المصنع التقليدي.
وتحدث المهندس وطالب الدراسات في كلية الزراعة عبد القادر نداف حول أهمية المشروع العلمي، حيث يؤكد أنه وبعد اختبارات علمية عالية الدقة تبين لدى فريق المشروع أن النخيل المروحي مقاوم للماء، وهذه العجينة المصنوعة من ورق النخيل والتي جهزت لتدخل في تصنيع الورق ستكون بالتالي مقاومة للماء والرطوبة.
وأضاف: “بعد إجراء تجارب وجدنا أن (عجينة النخيل والقصب) شديدة البياض وأكثر نصوعاً من العجينة العادية، إضافة إلى أنه منتج صديق للبيئة ومميز، والهدف الأساسي التقليل من هدر مخلفات زراعية بلا فائدة، وبجودة عالية، وبدل حرق المخلفات المائية يمكن تصنيعها ويمكن أن تحقق فائدة ومردوداً اقتصادياً جيداً”.
من جهته أوضح طالب الدراسات محمد نور الدين، على هامش مؤتمر نقل التكنولوجيا الذي أقيم في رحاب جامعة حلب، أن المشروع مهم لأنه يستطيع صناعة عجينة الورق، وفي البلد لا توجد معامل لتصنع ورقاً من العجينة بل من مخلفات الورق، ولعل صناعة العجينة علاوة عن كونها صديقة للبيئة وتخلص الطبيعة من مخاطر حرقها للمخلفات، ستعطينا سعف النخيل المتاحة مادة أولية يمكن الاستفادة منها وفق رأيه.
من جهتها بينت الدكتورة ميساء كعكة أستاذة مساعدة في قسم الموارد الطبيعية المتجددة والبيئة والمشرفة على المشروع أنه ولدى البحث عن مشروع علمي حول بقايا من مخلفات النباتات بطريقة مفيدة وصديقة للبيئة، تم العثور على المشروع، ولاسيما أن نبات القصب نتيجة زيادة انتشاره بشكل كبير على مجاري المياه، يقوم المزارعون بتجميعه بشكل أكوام وبعدها يستخدمون الحرق للتخلص منه، وترى أنه عوضاً عن حرقه يمكن الاستفادة منه بطريقة مفيدة بإنتاج منتج صديق للبيئة ألا وهو (الورق)
وأضافت :”بعد عمليات مخبرية عديدة وخضوع النبات لها حتى الوصول إلى منتج نهائي، تم اختبار هذا المنتج في مخبر الأوراق والتأكد من نجاحه باستخدام تقنيات بسيطة، وفي حال تطويره يمكن الوصول إلى إمكانيات عالية من الإنتاج، و لعل إنتاج مثل هذه العجينة سيوفر على البلد الكثير من القطع الأجنبي باستيراد العجينة من خارج القطر، وهو خطوة كبيرة في مجال التصنيع وقابل للاستثمار”.