عن «النادي الشبابي الثقافي» في فرع حماة لاتحاد الكتّاب..
تشرين- نصّار الجرف:
نادي شبابي أدبي ثقافي فني، يعمل على استقطاب المواهب الأدبية والفنية الشابة، وصقل مواهبهم الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية، في الشعر والقصة والخاطرة والمسرح والموسيقا وغيرها، بإشراف نخبة من الأدباء والفنانين المميزين.. مولود ثقافي لاتحاد الكتاب العرب، وهو النادي الشبابي الثقافي.. لمزيد من إلقاء الضوء على هذا النادي والهدف منه وأهم أنشطته، التقت (تشرين) الأديب رضوان السح، أمين سر اتحاد الكتاب العرب فرع حماة، المشرف على الأنشطة الثقافية في فرع الاتحاد وكان لنا معه هذا الحوار:
الأديب «رضوان السّح»: أعطي الجيل الجديد من خبرتي وأكسب منه ما يستجدّ من حساسيات الروح الإبداعيّة
* كنت مشرفاً على الصفحة الثقافية وصفحة أدب الشباب في صحيفة الفداء في حماة، والآن أنت مشرف على النادي الشبابي الثقافي في اتحاد الكتاب، ما دافعك للاهتمام بهذه الشريحة تحديداً؟
لعل شخصية المعلم.. والدافع التربوي التعليمي هما اللذان يميزان ميولي، وكنت منذ المرحلة الثانوية قد حددت مهنتي المستقبلية بأن أكون مدرساً للغة العربية، وعملت في مجال التدريس ثلاث سنوات قبل أن أتحول إلى مهنة الصحافة.. وفي الصحافة بادرت منذ بداية عملي في أوائل الثمانينيات إلى إحداث صفحة تعمل على رعاية المواهب الأدبية الشابة.. واستمر هذا العمل أكثر من ثلاثة عقود.. وعندما أتيت إلى مكتب اتحاد الكتاب في حماة وجدت زملائي يقدرون خبرتي السابقة، وتابعت في الجانب الذي يستهويني إذ أعطي الجيل الجديد من خبرتي، وأكسب منه ما يستجد من حساسيات الروح الإبداعية.. وبالنسبة للنادي الشبابي الثقافي، فقد تشكّل في الدورة الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، بقصد الانتماء بشريحة الشباب ورفد الاتحاد بمواهب جديدة في مختلف الأنشطة الثقافية، ومنها الأجناس الأدبية والنقد الأدبي والدراسات الفكرية والترجمة والمسرح والموسيقا.. فتم تشكيل النوادي الثقافية الشبابية في مختلف فروع الاتحاد، وكان لفرعنا في حماة دور المبادر، من حيث اقتراحات عمل هذه النوادي ودورها في تفعيل الحركة الثقافية، وإقامة الأنشطة الدورية ورعاية المواهب، من خلال إقامة دورات تخصصية في الشعر والمسرح والكتابة الإبداعية عموماً.. وتضم النوادي الثقافية الفئة العمرية التي لم تتجاوز الـ(٣٥) سنة، والأعمار التي تجاوزت هذا العمر تم تنسيبها إلى نادٍ آخر، وهو أصدقاء اتحاد الكتاب العرب.
* ما الدورات التي تمّت إقامتها في النادي، وفي أيّ مجال؟
نتابع منذ أكثر من شهرين دورة في كتابة النص المسرحي، ضمن مقر الاتحاد، وتساهم في التدريب مجموعة من المتخصصين بشؤون الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي وإعداد الممثل، ومنهم المخرج محمد التلاوي، والكاتب المسرحي والمخرج محمد خوجة، والمسرحي عبد الكريم الحلاق، ويتابع هذه الدورة زميلانا عضوا الاتحاد الشاعر أنس الحجار والشاعرة مروة حلاوة.
* لماذا يشرف على الدورة المسرحية شعراء وليس مسرحيين؟
سؤال منطقي، الحقيقة أن جمعية المسرح في اتحاد الكتاب العام، تمتاز بأنها أصغر جمعية في جمعيات الاتحاد، وعندنا في حماة لا يوجد إلا عضو واحد في هذه الجمعية، وهو رئيس فرع اتحاد الكتاب مصطفى صمودي، لذلك نعتمد على كوادر «تدريبية » من خارج الاتحاد.. أيضاً من فعالياتنا المميزة الأمسيات الموسيقية الشعرية التي أقيمت بالتعاون مع مديرية الثقافة، إضافة إلى الأصبوحات الأدبية والأمسيات الدورية التي تقام مرتين كل شهر.
تتضمن الأنشطة التي تقام صباحاً أو مساء في مقر الاتحاد قراءات شعرية وقصصية، ولا شك في أن ثمة الكثير من الأدباء الشباب المبتدئين في الكتابة في مجال الخاطرة قبل أن يتحولوا إلى جنس أدبي آخر، كالشعر والقصة القصيرة والرواية، ولذلك لا تخلو هذه الأنشطة من مشاركين في مجال الخاطرة.
* كيف لمست مستوى الأدباء الشباب؟
يمتاز النادي الشبابي في حماة بالمستوى العالي في مجال الشعر، وأستطيع التأكيد أن نادينا يضمّ نخبة من الشعراء الشباب، لا يقل مستواهم أبداً عن مستوى الشعراء الكبار، الأعضاء في اتحاد الكتاب. أما في القصة، فعدد الأدباء الشباب فيها أقل، ولكن أستبشر بمن يكتبون، موهبة وامتيازاً، ولكوننا مشرفين نؤكد أهمية جنس القصة القصيرة، ونوليه اهتماماً خاصاً ليكون في مستوىة يقارب مستوى الشعر.
وفي مجال المسرح، وكما أشرت سابقاً إلى الندرة في أعضاء الاتحاد، فإنّ هذه الندرة معانيها في مجال الأدباء الشباب، فكتّاب المسرح قلة، وعندما أعلنا عن مسابقة في الأجناس الأدبية في مجالات أربعة هي: الشعر والقصة القصيرة، والنص المسرحي وأدب الأطفال، فإننا حتى الأيام الأخيرة من انتهاء موعد التقديم للمشاركة، كنا نخشى ألا نحصل على عدد المشاركين الذي يسمح بأن تبقى المسابقة في مجال المسرح قائمة، ولكن من خلال دورة المسرح، ومن خلال التعاون مع العاملين في مجال المسرح، استطعنا أن نحصل على مشاركات تجعل هذه المسابقة مكتملة في مجالاتها الأربعة.
* وماذا عن الخطة المستقبلية للنادي؟
نعد حالياً لنشاطٍ كبيرعلى مستوى المحافظة، بالتعاون مع مديرية الثقافة، وسوف يقام هذا النشاط في حديقة قصر دار الأسد للثقافة في الهواء الطلق، وهو نشاط شعري موسيقي، تشارك فيه مجموعة من الشعراء والموسيقيين الشباب.
* بالنسبة للدعم المالي والتكاليف المادية لتغطية الأنشطة؟
لا شك في أننا نعاني في هذا المجال، وهذا أمر عام في مختلف مؤسساتنا، ونغطي تكاليف هذه الأنشطة مما يقدمه اتحاد الكتاب في دمشق، والحقيقة أن معظم الأنشطة الشبابية، ومنها الجانب التدريبي، هي تبرعات من قبل المدربين، بدافع تنمية المواهب ودعم الحركة الأدبية في حماة.. والمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب يحث الفروع على الاستثمار، لإيجاد مصدر دخل خاص بكل فرع، لتغطية نفقاته التي تتطلبها هذه الأنشطة، ونحن نسعى إلى الحصول على قطعة الأرض التي وعدنا بها المحافظ لإقامة مشروع استثماري، وكذلك موافقته على بيع إصدارات أو منشورات الاتحاد، وهذا أيضا يؤمن مصدر دخل لدعم أنشطة الاتحاد.
* وهل للنادي الشبابي فروع في المناطق؟
** للنادي الشبابي فرع في مدينة مصياف وآخر في مدينة سلمية، ونسعى لأن تكون هناك فروع في مناطق أخرى في المحافظة، ولكن نحن نقيم أنشطة شبابية في مختلف المناطق، ونعاني على هذا الصعيد من الافتقار لوسائط النقل، لتحقيق غاية المشاركة والتعارف بين الأدباء الشباب في هذه المناطق.
من جانبه، الشاعر الشاب أمير حجازي، مدير النادي الشبابي يقول: كانت لدينا عدة أنشطة بالتعاون مع فرع اتحاد الطلبة في حماة، تضمنت أصبوحات شعرية في كليتي الصيدلة والآداب، كما نتبادل زيارات أدبية مع نوادي المحافظات الأخرى لإقامة أنشطة أدبية مشتركة.. ومؤخراً استضفنا النادي الشبابي في حمص في أصبوحة شعرية، كما نقيم فعاليات مشتركة مع أعضاء اتحاد الكتاب بهدف زج جيلين أدبيين من أجل الاستفادة من خبرات الأدباء الكبار والإفادة منها.
كما أدلى الشاعر الشاب أنس شربتي، وهو طالب جامعي، برأيه فقال: كنت أزور مقر اتحاد الكتاب في حماة باستمرار وأتابع النشاطات المختلفة ، لأن لدي موهبة الكتابة في مجال الشعر، إلى أن انتسبت إلى النادي الشبابي الثقافي، ومن أهم الفوائد للنادي استقطاب فئة كبيرة من الهواة في مجال الأدب بمختلف أشكاله، فأصبح النفس الشبابي حاضراً بقوة، ما شكّل لي دافعاً كبيراً للوجود الأدبي من خلال مشاركاتي في الأنشطة المنفذة من أمسيات وأصبوحات شعرية، ما كسر حاجز رهبة اعتلاء المنبر بالنسبة لي، إضافة إلى تعلم فنّ الإلقاء.