من إعلام العدو: تصريحات نتنياهو مُخجلة له ولمستمعيه.. التدهور إلى حرب شاملة قد يؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى في الشرق الأوسط

ترجمة وتحرير – غسان محمد:
فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ترتفع في المقابل، الأصوات داخل الكيان الاسرائيلي مُطالبة بإسقاط نتنياهو وحكومته، لكونه يتحمل مسؤولية المصيبة التي حلّت بـ«إسرائيل».
في صحيفة «يديعوت احرونوت» سخر وزير القضاء الأسبق، دانيال فريدمان، من خطاب نتنياهو الأخير، الفارغ من أي مضمون، والمُخجل، لـ نتنياهو شخصياً ولمستمعيه، وأضاف: حديث نتنياهو عن النصر، كان من دون رؤية، وقد أحرج صاحبه والجمهور، والشيء الرئيس هو ما لم يُقل فيه، لم يقل رئيس الوزراء إنه المسؤول الأول عن الكارثة الرهيبة، وإنه مسؤول عن التصور الذي أدى إلى هذه الكارثة.
وتابع فردمان: كان هناك شيء آخر خطير في كلام نتنياهو، ادعاؤه بأننا سننتصر، وإذا كنا جميعا نأمل أن يحدث هذا، لكن شرط ألّا يكون الثمن رهيباً، يبدو أن نتنياهو أراد بذلك أن يقول إنه ليس مسؤولاً عن الفشل، كان يجب على نتنياهو أن يعلن بصوت واضح أنه يتحمل المسؤولية، ويُعلن استقالته فوراً، فهو ليس الشخص المناسب والمؤهل لقيادة هذه الحرب، واهتمامه ينصب على التفكير في من سيتحمل نيابة عنه مسؤولية الكارثة، وكيف سيستمر في منصبه.
علينا أيضاً ألّا نعتقد أن لدينا كل الوقت في العالم، فموجات الدعاية ضد «إسرائيل» في الولايات المتحدة وأوروبا آخذة في الارتفاع، ونتنياهو ليس شخصية تتمتع بالشعبية في الغرب، كما أنه ليس الشخص المناسب لتوحيد الإسرائيليين، بعد أن بذل كل ما في وسعه لتقسيمهم، وهو المجال الذي أظهر فيه قدرة مُذهلة، على نتنياهو أن يرحل الآن، ويعهد بإدارة الحرب وإدارة الجبهة الداخلية إلى شخص غير مسؤول عن الفشل الذريع، وكلما سارع نتنياهو بالرحيل، كان ذلك أفضل.
وفي ذات السياق، وتحت عنوان «التدهور إلى حرب شاملة قد يؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى في الشرق الأوسط» كتبت د. عنات هوشبيرغ- ماروم في صحيفة «يديعوت احرونوت» أن اندلاع الحرب صباح يوم السبت 7 تشرين الأول، والذي أدخل «إسرائيل» بأكملها في حالة من الفوضى الهائلة، هو «يوم أسود» بالنسبة لإسرائيل، وما حصل كان مأساة تعيد إحياء مشاهد حرب «يوم الغفران» عام 1973.
وأضافت: كان الهجوم استراتيجياً، وألحق هزيمة عسكرية فادحة بـ«إسرائيل»، ومن شأنه تغيير وجه الشرق الأوسط، وفي المعادلة الجيوسياسية الأمنية، لا شك أن هذا هو الصراع الوجودي الأخطر منذ «إنشاء اسرائيل»، هذا صراع مميت وواسع النطاق سيغير النظام العالمي، ومن المتوقع أن يكون له تأثير كبير على «إسرائيل» وعلى المنطقة برمتها.
إن نجاح مئات المسلحين الفلسطينيين في اختراق السياج الحدودي، باستخدام المركبات والطائرات الشراعية والقوارب المطاطية وتحت القصف المدفعي بآلاف الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ليس فيلما مروعاً، بل هذا أحد أخطر سيناريوهات الرعب وأكثرها فتكاً، الذي تخشاه «إسرائيل» منذ سنوات طويلة.
ومن وجهة نظر إستراتيجية شاملة، من الواضح أن «اسرائيل» تواجه أزمة أمنية وجودية خطيرة للغاية، تعكس فشلاً ذريعاً تجاوز كل «الخطوط الحمراء» – السياسية والعسكرية، وليس هناك شك في أن هذا مجرد «جرس إنذار»، فالخطر الملموس والفوري ليس أقل من فتح جبهة أخرى في الشمال، بالإضافة إلى هجمات إضافية من الضفة الغربية أو من العرب في شرق القدس وأراضي 48.
مع مرور الوقت، يتضح أكثر، مدى أسوأ فشل سياسي وأمني واستخباراتي وعسكري يلحق بـ«إسرائيل» وهذا أمر مُحزن جداً، فقد انكشف الواقع الصادم، وضعف «إسرائيل»، والأسوأ من ذلك أن الهجوم يمثل نجاحاً عسكرياً إستراتيجياً لمنظمة يبلغ عدد أفرادها بضع عشرات الآلاف من المقاتلين، ولا يقل خطورة عن ذلك، وأن الهجوم يمثل إصابة عميقة لمشاعر البقاء والروح اليهودية لأجيال، فبعد هذه الإصابة العميقة، ستبدو حياة «إسرائيل» والمجتمع مختلفة تماماً.
لم يكن من قبيل المصادفة أن تعلن الولايات المتحدة دعمها الكامل لـ«إسرائيل»، ووقوفها إلى جانبها، فالخطاب القوي الذي ألقاه الرئيس بايدن، في هذا الوقت العصيب، هو حدث حاسم، يتجاوز في توقيته ومعناه وأهميته حدود الزمن المباشر، ليس فقط بسبب فهم الإدارة الأمريكية أن الإصابة القاتلة لـ” إسرائيل” تعني إصابة الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
ومن وجهة نظر إستراتيجية واسعة، لا شك في أن التدهور إلى حرب شاملة على جبهات إضافية، سيؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي، ويمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط، وهو التغيير الذي بدأت تظهر علاماته على الساحة الدولية، ولذلك، يجب على «إسرائيل» أن تحشد كل قواها من أجل التغلب على المخاطر العديدة التي تهدد وجودها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
(وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية