كاتبة أسترالية تؤكد أن وسائل الإعلام الغربية إجرامية
تشرين- وكالات:
أوضحت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون أن يد وسائل الإعلام الغربية غارقة بدماء الفلسطينيين الأبرياء، لافتة إلى تجييش إعلامي ضخم وفبركات واضحة لاستجرار تعاطف الغربيين يديرها المروجون للقتل والحروب سواء داخل «إسرائيل» أو الولايات المتحدة بعد عملية «طوفان الأقصى».
وأشارت جونستون في سياق مقال نشرته في موقعها على الإنترنت إلى أن كل ما يحدث الآن من جرائم بحق الفلسطينيين، وما يتم التحضير له من فظائع بحقهم تحت ذريعة عملية «طوفان الأقصى» يرجع إلى تواطؤ الإعلام الغربي مع «إسرائيل»، وامتناعه عن نقل الحقيقة والوقائع حول ما يجري فعلاً منذ عقود طويلة من جرائم ممنهجة ونظام فصل عنصري ضد الشعب الفلسطيني.
ولفتت جونستون إلى أن سيناريو التخوين والانتقادات اللاذعة الذي يعتمده المروجون للحرب ضد كل من يتجرأ على قول الحقيقة في أحداث كبرى سابقة، مثل هجمات أيلول أو أزمة أوكرانيا، يحدث حالياً فيما يتعلق بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت: على اختلاف الأحداث وأماكن وقوعها فإن تصرفات دعاة الحرب والمروجين لها لا تتغير، فهم دائماً ما يسارعون إلى استغلال الوضع لتبرير ما يقع من جرائم ضد الإنسانية، ولا يبدون أي أسف عندما تتضح الحقيقة ويدرك من يدعمهم مدى أكاذيبهم الملفقة.
وأعادت جونستون إلى الأذهان ما حدث في أعقاب هجمات أيلول، فكل من تجرأ على انتقاد الحرب الشاملة التي شنتها الولايات المتحدة على دول عدة ذات سيادة كالعراق وأفغانستان بذريعة هذه الهجمات وأوقعت خلالها آلاف الضحايا، وُصف بأنه داعم للإرهاب أو متعاطف معه، وتكرر هذا السيناريو مرات كثيرة آخرها في أوكرانيا.
وبينت الكاتبة الأسترالية أن الأمر حدث مجدداً في أزمة أوكرانيا، حيث تعرض كل من نادى بمحادثات سلام وحوار لحل الأزمة إلى سيل من الانتقادات اللاذعة، وبدأت حملات الترويج والبروباغندا المضللة ضد روسيا ليتضح أمام الأوروبيين والأمريكيين الآن أن كل ذلك كان مجرد تهويل سياسي وإعلامي، وأن الأزمة بدأت فعلاً بسبب توسع حلف شمال الأطلسي “ناتو” باتجاه روسيا.
وأكدت جونستون أن الإعلام الغربي يدفع في أذهان الأوروبيين والأمريكيين مجدداً فكرة الحرب، وهذه المرة ضد الفلسطينيين، وما ينشره من أكاذيب وفبركات يصب في هذا الاتجاه، موضحة أن إعلام الغرب مسؤول بشكل مباشر عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين لإخفائه الحقيقة على مدى عقود طويلة والتواطؤ السافر مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتغطية جرائمه.
واعتبرت جونستون أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما كان ليصل إلى هذا الحد لو أدى الإعلام الغربي عمله بنقل الحقيقة عما يجري من انتهاكات وجرائم عنصرية من الإسرائيليين بحق الفلسطينيين، فهو بذلك ساهم في إيجاد بيئة يستحيل فيها تطبيق حلول سلمية، كما يستحيل فيها إعطاء الفلسطينيين أي فرصة للحصول على حقهم.
ووصفت جونستون وسائل الإعلام الغربية بأنها إجرامية ومسؤولة عن إراقة الدماء في بلدان ومناطق لا تعد ولا تحصى بما فيها غزة، بسبب أكاذيبها وفبركاتها وترويجها الدائم لأجندات سياسية واضحة.
في السياق ذاته أكدت منظمة «مجلس السلام الأمريكي» أن وقائع الأحداث الدامية التي تشهدها أراضي فلسطين هي نتيجة حتمية للاحتلال الإسرائيلي الممتد على مدى 75 عاماً، وانتهاكاته الإجرامية لحقوق الفلسطينيين.
وقالت المنظمة في مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي: إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تخفي الحقيقة التاريخية بشأن (إسرائيل) التي كانت ومازالت ولعقود طويلة كيان حرب مسلطاً على الفلسطينيين.
وأوضحت المنظمة أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ويعاني من جرائمه وانتهاكاته منذ 75 عاماً، ويشهد ويلات ما يرتكبه من فظائع وقصف وقتل وتدمير ممنهج للمنازل، وسلب للأراضي واعتقالات تعسفية جماعية، وإقامة مستوطنات غير شرعية وتهجير لأصحاب الأرض.
وأضافت المنظمة: إن الادعاء الأكثر تضليلاً هو زعم سلطات الاحتلال أن عملية «طوفان الأقصى» كانت بمنزلة صدمة ومفاجأة بالنسبة لها، وهي التي تتبع منذ عقود وسنوات طويلة سياسات إجرامية بحق الفلسطينيين، ولديها سجل تاريخي مخز في انتهاكاتها المتواصلة لحقوقهم.
وألقت المنظمة مسؤولية إراقة الدماء التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة تاريخياً، وليس فقط في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، على عاتق كيان الاحتلال وممارساته التي أفضت إلى هذه النتائج الكارثية.