العلماء يحذرون من خطورة الفيروسات العابرة للزمن
تشرين:
حذر علماء مما يسمى «الغزاة المسافرين عبر الزمن»، ودعوا إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة تحدّ من انتشار هؤلاء الغزاة وإلا ستكون البشرية في خطر، فمن هؤلاء الغزاة وما سبب عودتهم؟
يقصد العلماء هنا جيشاً من الفيروسات القديمة الخاملة في الجليد، التي تستعد للظهور من جديد والانتقال إلى البشر بعد ذوبان التربة الصقيعية، وما يعزز هذه الفرضية هو التغير المناخي.
في السياق، قالت دراسة بريطانية: إن التربة الصقيعية تغطي خُمس النصف الشمالي للكرة الأرضية، وهي طبقة صلبة من الأرض المتجمدة، تشكلت من الرمل والصخور في مناطق خطوط العرض العالية والمرتفعة، مثل غرينلاند وألاسكا وسيبيريا وهضبة التبت شمال كندا.
وهذه الطبقة، وفق الدراسة، تحبس في طياتها ميكروبات أطلق عليها الخبراء اسم «الغزاة المسافرين عبر الزمن».
وهذه ليست المرة الأولى التي يسلط فيها الضوء على الفيروسات الخاملة، ففي عام 2012 أكد العلماء أن بقايا مومياء محنطة عمرها 300 عام مستخرجة من سيبيريا احتوت على توقيعات جينية للفيروس المسبب للجدري.
أما اليوم ونظراً لارتفاع معدلات ذوبان الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية التي يشهدها العالم حالياً، فقد تمنح هذه الكائنات الحية والميكروبات الدقيقة فرصاً للعودة إلى حياة البشر.
من جانبه، قال اختصاصي علم الوبائيات والباحث المشارك في جامعة «كينغز كوليدج» الدكتور عبد الكريم أقزيز: إن ظهور فيروسات جديدة أو إعادة إحياء فيروسات قديمة أمر محتمل ومحتمل جداً، مضيفاً: إن المشكلة في الفيروس أنه ليس كائناً حياً وليس جماداً، فهو عبارة عن قطعة صغيرة من الحمض النووي محاطاً بغلاف من البروتين، وبالتالي من الصعب أن يختفي، لذلك يعد نصف حي، وقد يعيش عمليا لفترة طويلة جداً نتيجة ذلك قد تصل إلى آلاف السنين.
وأشار أقزيز إلى أن هذه الفيروسات كائنات خطرة تستعد للظهور بعد اختبائها لسنين، ويحذر العلماء منها، موضحاً أنه على سبيل المثال أظهرت دراسة نشرت عام 2014 أن عينات من التراب المجمد في سيبيريا، جرى فيها اكتشاف 13 نوعاً من الفيروسات يُعتقد أنها كانت تعيش قبل 48 ألف عام، والمشكلة فيها أنها إذا غزت وتطفلت على كائنات حية فمن الممكن أن تعود إلى نشاطها بشكل سريع جداً، وفق الخبير.
وعن السؤال هل هذه الفيروسات كلها تؤذي الإنسان؟ الإجابة السريعة هي لا- حسب أقزيز- إذ إن واحداً من المئة من هذه الفيروسات قد يؤذي الإنسان.