له أربعة دواوين.. الشاعر أيمن رزوق: القصيدة لا يعنيها مساحة على جغرافيا الورق
تشرين- نصار الجرف:
شاعر و فنان تشكيلي، عضو اتحاد الكتاب العرب في حماة -جمعية الشعر- يكتب قصيدة النثر، صدر له أربعة دواوين شعرية، و له دراسات نقدية، و ترجم له عدد من القصائد إلى لغات عدة، وهو خريج كلية الفنون الجميلة.
الشاعر الفنان أيمن رزوق… كان لـ(تشرين) معه هذا الحوار:
* كشاعر وعضو في اتحاد الكتاب العرب، كيف ترى الشعر اليوم؟
يستمر الشعر في تطوره ومواكبة الإنسان، حياة عملية و مشاعر وأحاسيس وانفعالات، منذ بدء الخليقة إلى الآن، حالة إنسانية لا مهرب منها للشاعر والمتلقي.
والشعر كفن عريق يمشي مع كل المتغيرات والمعاصرة، وما تتضمنه من أحداث علمية ومعطيات جديدة على مستوى التكنولوجيا والعلوم المتطورة، وما أحدثته في تاريخ الشاعر وأحاسيس الشاعر ولغته أيضاً، فصار لزاماً على الشعر أن يمشي مواكباً مع ما تتركه هذه المتغيرات على حاله، معبراً باللغة والصورة عبر الجديد، وبالتالي الشعر أراه بخير وهو فن قادر على أن يواكب العصر؛ كل عصر.
* المتابع لشعرك يلمس وبوضوح الإطالة في قصائدك، إضافة إلى الرمزية وإسقاطاتها التاريخية غالباً، فهل تتقصد ذلك؟
القصيدة عالم واحد متجانس، متكامل، يود أن يقول أشياء تخطر على بال الشاعر في لحظته، وهو مالك موضوعه ولغته، فيقول شعراً، لا يعنيه كم سيأخذ من مساحة جغرافية، طويلة أو قليلة، ولكن ما يعنيه أن يوصل رؤيته بكل ما أوتي من فن لغوي وقدرة تعبيرية وخيال جديد وصورة مبهرة وذات قولية، تعبّر عن حاله الداخلية وحال بعض الآخرين، الذين يشبهونه في تلك اللحظة.
القصيدة لا يعنيها مساحة على جغرافيا الورق أو المنبر، فقد نقول أشياء بعفوية وبساطة وتأخذ مساحة طويلة، وقد يقول الشاعر أشياء عفوية وبسيطة وتأخذ مساحة طويلة، وقد يقول أشياء كثيرة في تكثيف مختصر ولغة قليلة ورؤيا واسعة.
أكتب قصائد قصيرة أحياناً وقصائد طويلة أخرى، ولكل واحدة وقتها وحالتها وقدرتها على التعبير والإتيان بجديد.
* أنت فنان تشكيلي وشاعر في آن معاً، فهل ترسم قصيدتك، أم تقول قصيداً في لوحتك؟
الرسم بالخطوط والألوان عالم كامل مستقل عن الرسم بالكلمات، وكلاهما يصبّان في بحيرة التعبير وإنشاء سماء الخيال، بلون أزرق أو بحبر أزرق.
الشاعر الفنان لا يحسب وقتاً للكتابة أو وقتاً للرسم، فأصابعه هي التي تدعوه لأن يكتب أو أن يذهب إلى اللوحة ليرسم، يذهب مشحوناً بالفكرة أولا، باللغة، باللون، يذهب ليشتري من ثقل الحالة على صدره، فينشرها لغة أو ينشرها ألواناً وخطوطاً على قماش اللوحة.. فالعلاقة تكاملية، رغم اختلاف الأدوات بين الشعر واللوحة التشكيلية.
* ماذا تعني الحداثوية في قصيدة النثر؟
الشعر فن متطور في الشكل والمضمون، والشكل إبداع وحالة عطاء متجدد، كلما أضفنا لمسة على شكل القصيدة وأمسكنا بالمتغيرات اللازمة للشعر.. القصيدة العربية مرت بمراحل عديدة وكثيرة، والمجتمع العربي منذ المهلهل إلى الآن قد مرّ بمتغيرات كثيرة، ما ترك أثراً هائلاً على شكل و مضمون القصيدة.
القصيدة العربية وصلت في المتغيرات الشكلية إلى قصيدة النثر الغنية، الحاملة لكل عطاء جديد وثقافة وفنون وعلوم، ولقصيدة النثر العربية تاريخ في الزمان والمكان، وهي عطاء عالمي، رغم لمسته المحلية وأبعاده الإنسانية، أجيال تأسيسية ساهمت في إنشاء قصيدة النثر العربية، وقصيدة النثر هي الشكل الفني القادر على مواكبة الحداثة، والقادرة على أن تكون غير تقليدية، والعطاء من خلالها لا يشبه ما سبق ولا يشبه من يواكبه، فهي متفردة لأنها حرة.
وأنا بدأت الكتابة في ثمانينيات القرن الماضي، بعد تجربتي عدة أشكال فنية في الشعر، فبدأت بكتابة قصيدة النثر ونشرها في الصحف المحلية والعربية والمجلات، وفي مجموعات شعرية خاصة، ومنذ لحظتها تلك وأنا مخلص لقصيدة النثر عاملاً على تطويرها والاشتغال على فنونها.
* بمن تأثرت من شعراء النثر؟
قرأت للجميع ، لكل شعراء قصيدة النثر، قرأت الرواية العربية والعالمية وفنون السرد والنثر كلها، وبكل تأكيد كان لتلك القراءات تأثير في الخيارات لقصيدة النثر وفنونها، فكل من سبقني في التأسيس لتلك القصيدة، (كان أباً فقتلته)، وكان لي أسلوب أعرف به وأشتغل على تطويره.
* ترجم لك العديد من القصائد إلى لغات عالمية، ما السر في ذلك، هل هو تميز القصيدة مثلاً؟
يقال إن الشعر صعب في الترجمة، وقليل من الشعراء الذين يصلون إلى مترجمين ومهتمين بهذا الفن، ولكن الشعر العربي الحديث وقصيدة النثر تحديداص، ربما هي الأقدر على الوصول إلى المترجم أو القارئ الآخر في لغة أخرى ومكان آخر.. ربما لأنني في قصيدة النثر، كنت أحمل هموماً مشتركة مع آخرين، وربما بعض المحلية في الموضوع، وربما حالة الإنسانية التي أشتغل بها، هي التي ساعدت وتلاقت مع مهتمين مشاركين قادرين على الترجمة.
* الشاعر أيمن رزوق في سطور:
صدر له ثلاثة دواوين شعرية ( تلوينات ١٩٨٦، عناقيد الكلمات ١٩٩٣، ينحت الضوء ٢٠٠٦).
وله مخطوطات قيد الإنجاز.
له دراسة وتقديم كتاب ” شعراء الشمال الأفريقي” الجزائري بشير مجرود، وترجمت له عدة قصائد إلى الفرنسية والإنكليزية والإسبانية و الأمازيغية وغيرها.