استهداف جبان لضباط الكلية الحربية بحمص
ما حدث يوم الخميس، من هجوم بالمسيّرات على حفل تخرج دورة ضباط الكلية الحربية بحمص، الذي أدى لاستشهاد وجرح عشرات العسكريين والمدنيين، هو عمل إرهابي جبان كما وصفته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.
استهداف سورية وأبناء القوات المسلحة من أبناء الشعب، وحماة الديار، عمل جبان، لأنّه يذكرنا بمحاولات استهداف الجيش العربي السوري منذ سنوات، لنتذكّر ثمانينيات القرن الماضي، ولنتذكّر عمليات استهداف الجيش منذ بداية عشرية الإرهاب بالقنص والتفجيرات لاستدراجه للعنف، تنفيذاً لتكتيك جين شارب الذي سقطت نظريته في سورية وانفضحت، لأنّ الإرهاب هو انقلاب على الدولة والمجتمع.
لازال الإرهاب في سورية يجد من يدعمه ويمكّنه بأسلحة متطورة. ولا زال الدم السوري رخيصاً عند خصوم سورية. فالإرهابيون لن يستطيعوا إحداث تغيير في بنية الدولة، فلمَ يا ترى استهداف الجيش والمؤسسات؟
لقد سقط القناع عن ألعوبة طالت أكثر من عشر سنوات ونيّف، لبست فيها الثورجية المسلحة لبوساً مسرحياً بريئاً فاض بصور البكائية والمظلومية والتبشيع الممنهج، وتكالب العالم على سورية، للإطاحة بكل مكتسباتها ومؤسساتها وجيشها ونسيجها الاجتماعي واقتصادها، فلقد التأمت أطراف المؤامرة، وتبيّن أنّ الإرهاب التقى مع الإمبريالية والاحتلال في تعقيد الوضع السوري، وعرقلة الحل السياسي.
هذه الجريمة لن تثني سورية عن مواصلة التحدّي والكفاح ضد المشروع الإمبريالي ومحاوره وأدواته الوظيفية المتدثرة بألف عنوان وعنوان، ستنتصر سورية، وسينتصر جيشها العرمرم، وستنتصر قيادتها الشامخة بمواقفها القومية والتحررية، سينتصر الفلاح والصانع السوريان، سينتصر الأطفال وعموم شعب تعرض لإرهاب الحصار والعقوبات والإرهاب والتدخل.
الذين كانوا ينتظرون سقوط سورية أو الذين لا زالوا يتمنون سقوطها ليخلوا لهم الإقليم، هم مخطئون، سورية اسمها الصمود والانتصار، وهذا كلام قديم لن نكرره، لأنّ المتشقلبين ومبيّضي المواقف الملتبسة كثروا هذه الأيام. لأننا نذكرهم، بأن سكوتهم، وميولهم، وخيانتهم، هي من مكّن لهذا الإرهاب، لذا نتمنّى لو يبتلعون ألسنتهم التي طالت كالحرباء. لقد تآمروا على هذا البلد الآمن، وخربوه بدم بارد. لعنة الله على من اعتدى وعلى من ساير ، كلهم في كيس إبليس.
لقد تزامن كل هذا، مع ذكرى حرب تشرين المجيدة، حرب أبلى فيها الجندي السوري بلاء حسناً، لكن السوري لم يسقط حتى حين نأى بنفسه عن معاهدة السلام، ظلت سورية عصية، وكان لا بدّ من استهدافها في أطول عدوان وأخطر مؤامرة. هذه الجريمة التي استهدفت الضباط المتخرجين بحمص، أظهرت طبيعة هذا الإرهاب وأبعاده، وهو ما يسوّغ للجيش العربي السوري أن يضرب بيد من حديد على يد الإجرام، ويرمي كل مواقع الإرهاب في كل نقطة من التراب السوري. المعركة في نهاياتها، وهي لذلك تبدو حرباً جبانة.