مشهد هروب قطعان المستوطنين الصهاينة من مستوطنات غلاف غزة بقلوب مملوءة بالرعب وعيون لا تصدق ما يجري، تذكرنا بالمشاهد المتوافرة عن عمليات ترحيل الشعب الفلسطيني تحت ضغط الجرائم الهمجية التي ارتكبتها عصابات الهاغانا وغيرها من أراضيهم في الأعوام التي سبقت وتلت عام ١٩٤٨..
نعم المشهد واحد لكن هناك فرق كبير، فالفلسطينون هجّروا تحت ضغط المجازر وكانوا شعباً أعزل، مقابل مجرمين مدججين بأحدث الأسلحة وتحت رعاية بريطانيا “العظمى”.. أما المستوطنون اليوم فجميعهم مسلحون وتحميهم أحدث آلات القتل الصهيوني- الأمريكي الغربي، مقابل ثلة من المقاومين الأبطال المحاصرين الجائعين الذين لا يملكون سوى قوة الحق، والإيمان بحتمية العودة إلى وطنهم مهما طال الزمن..
عملية اليوم تثبت مرة أخرى أن الكيان الغاصب أوهن من بيت العنكبوت، مهما فعلت وسائل الإعلام الغربية، وللأسف بعض العربية، والتي تحاول أن ترسخ فكرة أن هذا الكيان الإرهابي قوة لا تقهر، وأن المفاوضات والتطبيع والتخلي عن الحقوق أمر لا مفر منه..
قادة الاحتلال الآن مصعوقون من هول الحدث عينهم على القطاع المحاصر، لكن قلوبهم ترتجف خوفاً من كل الجبهات والمفاجآت التي تكتنزها المقاومة على امتداد الجغرافيا المحيطة بهم..
الآن واجب كل الشعوب العربية والإسلامية وكل من يملك ضميراً حراً في هذا العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني العظيم وتأمين كل أساليب الدعم الممكنة، وعلى الأقل عدم التقليل من شأن العمليات البطولية التي حصلت اليوم، وعدم فتح المجال أمام أمريكا ودول الغرب للضغط على الأنظمة الانهزامية للمشاركة في حصار كل من يقاوم في سبيل منعة الأمة واستعادة الحقوق والمقدسات..
في العنوان سميتها التغريبة الصهيونية فقط لتشابه المشاهد، لكنها في منطق التاريخ خروج إرهابيي العالم المتحضر من أراضٍ اغتصبوها، وبداية النهاية لمظلمة الشعب الفلسطيني وعودته من بلدان اللجوء إلى وطنه ووطن أجداده عبر التاريخ.
باسم المحمد
70 المشاركات